والتهديد بالحوادث الجوية أن يكون منها عذاب للمكذبين كما حل بالأمم قبلهم .
والتخويف من يوم الجزاء .
والتذكير بأن الدنيا ليست دار قرار .
A E وبيان مكابرة المشركين في اقتراحهم مجيء الآيات على نحو مقترحاتهم .
ومقابلة ذلك بيقين المؤمنين . وما أعد الله لهم من الخير .
وأن الرسول A ما لقي من قومه إلا كما لقي الرسل " عليهم السلام " من قبله .
والثناء على فريق من أهل الكتب يؤمنون بأن القرآن منزل من عند الله .
والإشارة إلى حقيقة القدر ومظاهر المحو والإثبات .
وما تخلل ذلك من المواعظ والعبر والأمثال .
( ألمر ) تقدم الكلام على نظائر ( ألمر ) مما وقع في أوائل بعض السور من الحروف المقطعة ( تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون [ 1 ] ) القول في ( تلك آيات الكتاب ) كالقول في نظيره من طالعة سورة يونس .
والمشار إليه ب ( تلك ) هو ما سبق نزوله من القرآن قبل هذه الآية أخبر عنها بأنها آيات أي دلائل إعجاز ولذلك أشير إليه باسم إشارة المؤنث مراعاة لتأنيث الخبر .
وقوله ( والذي أنزل إليك من ربك الحق ) يجوز أن يكون عطفا على جملة ( تلك آيات الكتاب ) فيكون قوله ( والذي أنزل إليك ) إظهارا في مقام الإضمار . ولم يكتف بعطف خبر على خبر اسم الإشارة بل جيء بجملة كاملة مبتدئة بالموصول للتعريف بأن آيات الكتاب منزلة من عند الله لأنها لما تقرر أنها آيات استلزم ذلك أنها منزلة من عند الله ولولا أنها كذلك لما كانت آيات .
وأخبر عن الذي أنزل بأنه الحق بصيغة القصر أي هو الحق لا غيره من الكتب فالقصر إضافي بالنسبة إلى كتب معلومة عندهم مثل قصة رستم وإسفنديار اللتين عرفهما النضر ابن الحارث . فالمقصود الرد على المشركين الذين زعموه كأساطير الأولين أو القصر حقيقي ادعائي مبالغة لعدم الاعتداد بغيره من الكتب السابقة أي هو الحق الكامل لأن غيره من الكتب لم يستكمل منتهى مراد الله من الناس إذ كانت درجات موصلة إلى الدرجة العليا فلذلك ما جاء منها كتاب إلا ونسخ العمل به أو عين لأمة خاصة ( إن الدين عند الله الإسلام ) .
ويجوز أن يكون عطف مفرد على قوله ( الكتاب ) مفرد من باب عطف الصفة على الاسم مثل ما أنشد الفراء : .
إلى الملك القرم وابن الهم ... ام وليث الكتيبة بالمزدحم والإتيان ب ( ربك ) دون اسم الجلالة للتلطف . والاستدراك بقوله ( ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) راجع إلى ما أفاده القصر من إبطال مساواة غيره له في الحقية إبطالا يقتضي ارتفاع النزاع في أحقيته أي ولكن أكثر الناس لا يؤمنون بما دلت الأدلة على الإيمان به فمن أجل هذا الخلق الذميم فيهم يستمر النزاع منهم في كونه حقا .
وابتداء السورة بهذا تنويه بما في القرآن الذي هذه السورة جزء منه مقصود به تهيئة السامع للتأمل مما سيرد عليه من الكلام .
( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ) استئناف ابتدائي هو ابتداء المقصود من السورة وما قبله بمنزلة الديباجة من الخطبة ولذا تجد الكلام في هذا الغرض قد طال واطرد .
ومناسبة هذا الاستئناف لقوله ( ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) لأن أصل كفرهم بالقرآن ناشئ عن تمسكهم بالكفر وعن تطبعهم بالاستكبار والإعراض عن دعوة الحق .
والافتتاح باسم الجلالة دون الضمير الذي يعود إلى ( ربك ) لأنه معين به لا يشتبه غيره من آلهتهم ليكون الخبر المقصود جاريا على معين لا يحتمل غيره إبلاغا في قطع شائبة الإشراك .
و ( الذي رفع ) هو الخبر . وجعل اسم موصول لكون الصلة معلومة الدلالة على أن من تثبت له هو المتوحد بالربوبية إذ لا يستطيع مثل تلك الصلة غير المتوحد ولأنه مسلم له ذلك ( ولئن سألتم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) .
والسماوات تقدمت مرارا وهي الكواكب السيارة وطبقات الجو التي تسبح فيها .
ورفعها : خلقها مرتفعة كما يقال : وسع طوق الجبة وضيق كمها لا تريد وسعه بعد أن كان ضيقا ولا ضيقة بعد أن كان واسعا وإنما يراد اجعله واسعا واجعله ضيقا فليس المراد أنه رفعها وبعد أن كانت منخفضة