سورة البلد انه دل بذلك على ان النبي صلى الله عليه وسلّم خاطبهم به والحجة للكوفيين في زيادة الالف قرب معنى فاعلته من فعلته .
قوله تعال فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد يقرآن بكسر الذال والثاء وفتحهما فالحجة لمن كسرهما انه جعلهما فعلين لفاعل هو الله D ومعناه لا يعذب عذاب الله احد ولا يوثق وثاق الله احد كما كانوا يعهدون في الدنيا فالهاء كناية عن الله D في موضع خفض والحجة لمن فتح انه جعلهما فعلين لم يسم فاعلهما ورفع احدا لانه اقامه مقام الفاعل والهاء في موضع خفض لانها للمعذب .
ومن سورة البلد .
قوله تعالى فك رقبة أو اطعام يقرآن بالرفع لانهما مصدران فالاول مضاف فحذف التنوين منه لمكان الاضافة والثاني مفرد فثبت التنوين فيه لمكان الافراد ويقرآن بالفتح لانهما فعلان ماضيان فالحجة لمن جعلهما مصدرين معناه عنده فاقتحام العقبة وهي الصراط فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة وهي المجاعة يتيما ثم علق ذلك بشرط الايمان .
وفي نصب اليتيم ها هنا خلف بين النحويين قال البصريون المصدر اذا دخله التنوين او الالف واللام عمل عمل الفعل بمعناه لانه اصل للفعل والفعل مشتق منه مبني للازمنه الثلاثة فهو يعمل بالمعنى عمل الفعل باللفظ .
وقال الكوفيون المصدر اذا نون او دخلت عليه الالف واللام لم يعمل في الاسماء لانه قد دخل في جملة الاسماء وحصل في حيزها والاسم لا يعمل في الاسم نصبا فقيل لهم فبم تنصبون يتيما ها هنا فقالوا بمشتق من المصدر وهو الفعل ويكون قوله مسكينا معطوفا على قوله يتيما والحجة لمن فتحهما انه بناهما بناء الفعل الماضي وجعل فاعلهما الانسان المقدم ذكره والرقبة واليتيم منصوبان بتعدي