لو يجعلهم الله ترابا فيسوي بينهم وبين الأرض كا فعل بالبهائم ثم رد إلى ما لم يسم فاعله .
وقرأ نافع وابن عامر تسوى بتشديد السين والواو الأصل تتسوى ثم أدغمت التاء في السين أي يودون لو صاروا ترابا فكانوا سواء هم والأرض .
قرأ حمزة والكسائي تسوى بتخفيف السين وفتح التاء أسند الفعل إلى الأرض بمعنى ا لأول والأصل تتسوى ثم حذفوا إحدى التاءين تخفيفا مثل تذكرون فأما وجه تصير الفعل للأرض فلأن الكفار إنما تمنوا أن تستوي الأرض بهم إذ شهدت عليهم أعضاؤهم فيكونوا ترابا كما قال جل وعز حكاية عن الكفار ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا قال ويجوز أن يراد بالكلام يود الذين كفروا لو يستوون هم بالأرض فيكونوا ترابا من ترابها ثم يحول الفعل إلى الأرض لأنهم إذا تسووا بها فقد تسوت بهم فيكون كل صنف منهما قد استوى بصاحبه وقد استعملته العرب في كلامها قال الشاعر ... كأن لون أرضه سماؤه ... .
يريد كأن لون سمائه لون أرضه من شدة الغبار فشبه أرضه بسمائه وإنما أراد أن يشبه لون سمائه بلون أرضه .
أولمستم النساء 43 .
قرأ حمزة والكسائي أو لمستم النساء بغير ألف جعلا