إعلم أن اللحن يستعمل في الكلام على معان يستعمل بمعنى اللغة ومن ذلك : لحن الرجل بلحنه إذا تكلم بلغته ولحنت أنا له ألحن إذا قلت له ما يفهمه عني ويخفى على غيره وقد لحنه عني يلحنه لحنا إذا فهمه وألحنت أنا إياه إلحانا .
واللحن الفطنة ويقال منه : رجل لحن أي فطن وقد لحن يلحن إذا صرف الكلام عن وجهه ويقال منه : عرفت ذاك في لحن قوله أي في ما دل عليه كلامه ومنه قوله تعالى { ولتعرفنهم في لحن القول } والله أعلم أن رسول الله - A - بعد نزول هذه الآية كان يعرف المنافقين إذا سمع كلامهم يستدل على أحدهم بما ظهر له من لحنه أي من ميله في كلامه ومنه قوله E : [ لعل بعضكم ألحن في حجته نم بعض ] أي أفطن لها وأشد انتزاعا .
واللحن الضرب من الأصوات الموضوعة وهو مضاهاة التطريب كأنه لاحن ذلك بصوته أي شبهه به ويقال منه : لحن في قراءته إذا طرب فيها وقرأ بألحان .
واللحن الخطأ ومخالفة الصواب وبه سمي الذي يأتي بالقراءة على ضد الإعراب لحانا وسمي فعله اللحن لأنه كالمائل في كلامه عن جهة الصواب والعادل عن قصد الاستقامة قال الشاعر : .
( فزت بقدمي معرب لم يلحن ) .
وهذا المعنى الذي قصدت الإبانة عنه