@ 508 @ $ 1 ( سورة الواقعة ) 1 $ .
! 7 < { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الاٌّ رْضُ رَجّاً * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً * فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً * وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَائِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ } > 7 ! قوله تعالى : { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } . الذي يظهر لي صوابه أن إذا هنا هي الظرفية المضمنة معنى الشرط ، وأن قوله الآتي : { إِذَا رُجَّتِ الاٌّ رْضُ رَجّاً } بدل من قوله : { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } وأن جواب إذا هو قوله : { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } ، وهذا هو اختيار أبي حيان خلافاً لمن زعم أنها مسلوبة معنى الشرط هنا ، وأنها منصوبة بأذكر مقدرة أو أنها مبتدأ ، وخلافاً لمن زعم أنها منصوبة بليس المذكورة بعدها . .
والمعروف عند جمهور النحويين أن إذا ظرف مضمن معنى الشرط منصوب بجزائه ، وعليه فالمعنى : إذا قامت القيامة وحصلت هذه الأحوال العظيمة ظهرت منزلة أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة . .
وقوله في هذه الآية الكريمة : { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } أي قامت القيامة ، فالواقعة من أسماء القيامة كالطامة والصاخة والآزفة والقارعة . .
وقد بين جل وعلا أن الواقعة هي القيامة في قوله : { فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الاٌّ رْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَانشَقَّتِ السَّمَآءُ فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } فيه أوجه من التفسير معروفة عند العلماء كلها حق ، وبعضها يشهد له قرآن . .
الوجه الأول : أن قوله كاذبة مصدر جاء بصفة اسم الفاعل ، فالكاذبة بمعنى الكذب كالعافية بمعنى المعافاة ، والعاقبة بمعنى العقبى ، ومنه قوله تعالى عند جماعات من العلماء { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً } قالوا معناه لا تسمع فيها لغواً ، وعلى هذا القول ، فالمعنى ليس لقيام القيامة كذب ولا تخلف بل هو أمر واقع يقيناً لا محالة .