105 - ـ فصل : الحكمة الإلهية .
ينبغي لمن وقع في شدة ثم دعا ألا يختلج في قلبه أمر من تأخير الإجابة أو عدمها .
لأن الذي إليه أن يدعو و المدعو مالك حكيم فإن لم يجب فعل ما يشاء في ملكه و إن أخر فعل بمقتضى حكمته .
فالمعترض عليه في سره خارج عن صفة عبد مزاحم لمرتبة مستحق ثم ليعلم أن إختيار الله D له خير من إختياره لنفسه فربما سأل سيل سال به .
و في الحديث : [ أن رجلا كان يسأل الله D أن يرزقه الجهاد فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أسرت و إن أسرت تنصرت ] .
فإذا سلم العبد تحكيما لحكمته و حكمه و أيقن أن لكل ملكه طاب قلبه قضيت حاجته أو لم تقض .
و في الحديث : [ ما من مسلم دعا الله تعالى إلا أجابه فإما أن يعجلها و إما أن يؤخرها و إما أن يدخرها له في الآخرة ] .
فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب و ما لم يجب فيه قد بقى ثوابه قال : ليتك لم تجب لي دعوة قط .
فافهم هذه الأشياء و سلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال