117 - ـ فصل : البلاء و الصبر .
سبحان المتصرف في حقله بالإغتراب و الإذلال ليبلو صبرهم و يظهر جواهرهم في الإبتلاء .
هذا آدم صلى الله عليه و سلم تسجد له الملائكة ثم بعد قليل يخرج من الجنة .
و هذا نوح عليه السلام يضرب حتى يغشى عليه ثم بعد قليل ينجو في السفينة و يهلك أعداؤه .
و هذا الخليل عليه السلام يلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة .
و هذا الذبيح يضطجع مستسلما ثم يسلم و يبقى المدح .
و هذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول .
و هذا الكليم عليه السلام يشتغل بالرعي ثم يرقى إلى التكليم .
و هذا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم يقال له بالأمس اليتيم و يقلب في عجائب يلاقيها من الأعداء تارة و من مكائد الفقر أخرى و هو أثبت من جبل حراء ثم لما تم مراده من الفتح و بلغ الغرض من أكبر الملوك و أهل الأرض نزل به ضيف النقلة فقال : [ و اكرباه ] .
فمن تلمح بحر الدنيا و علم كيف تتلقى الأمواج و كيف يصبر على مدافعة الأيام لم يستهول نزول بلاء و لم يفرح بعاجل رخاء