161 - ـ فصل : إسألوا الله العافية .
و السعيد من ذل لله و سأل العافية فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق إذ لا بد من بلاء و لا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله فيقرب الصبر على يسير البلاء .
و في الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم إنه لا سبي إلى محبوباته خالصة ففي كل جرعة غصص و في كل لقمة شجأ : .
( و كم من يعشق الدنيا قديما ... و لكن لا سبيل إلى الوصال ) .
و على الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار و قل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس .
فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر و تسهيل الأمر ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية .
فأما المتجلد فما عرف الله قط نعوذ بالله من الجهل به و نسأله عرفانه إنه كريم مجيب