18 - ـ فصل : ميزان العدل لا يحابى .
من تأمل أفعال الباري سبحانه رآها على قانون العدل و شاهد الجزاء مراصدا و لو بعد حين .
فلا ينبغي أن يغتر مسامح فالجزاء قد يتأخر و من أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم الإصرار على الذنب ثم يصانع صاحبه باستغفار و صلاة و تعبد و عنده أن المصانعة تنفع .
و أعظم الخلق اغترارا من أتى ما يكرهه الله تعالى و طلب منه ما يحبه هو كما في الحديث [ و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني ] .
و مما ينبغي للعاقل أن يترصد و قوع الجزاء فإن ابن سيرين قال : [ عيرت رجلا فقلت : يا مفلس فأفلست بعد أربعين سنة ] .
و قال ابن الجلا : [ رآني شيخ لي و أنا أنظر إلى أمرد فقال : ما هذا ؟ لتجدن غبتها فنسيت القرآن بعد أربعين سنة ] و بالضد من هذا كل من عمل خيرا أو صحح نية فلينتظر جزاءها الحسن و إن امتدت المدة .
قال الله D : { إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } و قال عليه الصلاة و السلام : [ من غض بصره عن محاسن امرأة أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه ] فليعلم العاقل أن ميزان العدل لا يحابى