216 - ـ فصل : لا يحصل المراد التام .
أكثر شهوات الحس النساء و قد يرى الإنسان امرأة في ثيابها فيتخايل له أنها أحسن من زوجته .
أو يتصور بفكره المستحسنات و فكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة فيسعى في التزوج و التسري .
فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر في عيوب الحاصل التي ما كان يتفكر فيها فيمل و يطلب شيئا آخر .
و لا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن .
منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل أو لا محبة لها أو لا تدبير فيفوت أكثر مما حصل .
هذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم و ظهور محاسنها فتلذهم تلك الساعة ثم ينتقلون إلى أخرى .
ليعلم العاقل أن لا سبيل غلى حصول مراد تام كما يريد { و لستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } .
ما عيب نساء الدنيا بأحسن من قوله D { و لهم فيها أزواج مطهرة } .
و ذو الأنفة يأنف من الوسخ صورة و عيب الخلق معنى .
فليقنع بما باطنه الدين و ظاهره الستر و القناعة فإنه يعيش مرفه السر طيب القلب .
و متى ما استكثر فإنما يستكثر من شغل قلبه ورقة دينه