241 - ـ فصل : ما العيش إلا في الجنة .
تفكرت في نفسي فرأيتني مفلسا من كل شيء ! .
إن إعتمدت الزوجة لم تكن كما أريد إن حسنت صورتها لم تكمل أخلاقها و إن تمت أخلاقها كانت مريدة لعرضها لا لي و لعلها تنتظر رحيلي .
و إن اعتمدت على الولد فكذلك و الخادم و المريد لي كذلك فإن لم يكن لهما مني فائدة لم يرداني .
و أما الصديق فليس ثم و أخ في الله كعنقاء مغرب و معارف يفقدون أهل الخير و يعتقدون فيهم قد عدموا و بقيت وحدي .
و عدت إلى نفسي ـ و هي لا تصفو إلي أيضا و لا تقيم على حالة سليمة ـ فلم يبق إلا الخالق سبحانه فرأيت أني إن إعتمدت على إنعامه فما آمن ذلك البلاء و إن رجوت عفوه فما آمن عقوبته فوا أسفا لا طمأنينة و لا قرار .
و آقلقي من قلقي و آحرقي من حرقي .
بالله ما العيش إلا في الجنة حيث يقع اليقين بالرضى و المعاشرة لمن لا يخون و لا يؤذي فأما الدنيا فما هي دار ذاك