249 - ـ فصل : الإستخارة من حسن المشاورة .
إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها فليس لك إلا الدعاء و اللجأ إلى الله بعد أن تقدم التوبة من الذنوب .
فإن الزلل يوجب العقوبة فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب .
فإذا تبت و دعوت و لم تر للإجابة أثرا فتفقد أمرك فربما كانت التوبة ما صحت فصححها ثم أدع و لا تمل من الدعاء .
فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة و ربما لم تكن المصلحة في الإجابة فأنت تثاب و تجاب إلى منافعك و من منافعك ألا تعطى ما طلبت بل تعوض غيره .
فإذا جاء إبليس فقال : كم تدعوه و لا ترى إجابة ؟ فقل : أنا أتعبد بالدعاء و أنا موقن أن الجواب حاصل .
فقل : أنا أتعبد بالدعاء و أنا موقن أن الجواب حاصل .
غير أن ربما كان تأخيره لبعض المصالح على مناسب و لو لم يحصل حصل التعبد و الذل .
فإياك أن تسأل شيئا إلا و تقرنه بسؤال الخير .
فرب مطلوب من الدنيا كان حصوله سببا للهلاك .
و إذا كنت قد أمرت بالمشاورة في أمور الدنيا لجليسك ليبين لك في بعض الآراء ما يعجز رأيك و ترى أن ما و قع لك لا يصلح فكيف لا تسأل الخير ربك و هو أعلم بالمصالح ؟ و الإستخارة من حسن المشاورة