264 - ـ فصل : زيارة الصالحين تجلو القلب .
كان المريد في بداية الزمان إذا أظلم قلبه أو مرض لبه قصد زيادة بعض الصالحين فانجلى ما أظلم .
و اليوم متى حصلت ذرة من الصدق لمريد فردته في بيت عزلة و وجد نسيما من روح العافية و نورا في باطن قلبه و كاد همه يجتمع و شتاته ينتظم فخرج فلقى من يومئ إليه بعلم أو زهد رأى عند البطالين يجري معهم في مسلك الهذيان الذي لا ينفع .
و رأى صورته صورة منمس و أهون ما عليه تضييع الأوقات في الحديث الفارغ فما يرجع المريد عن ذلك الوطن إلا و قد إكتسب ظلمة في القلب و شتاتا في العزم و غفلة عن ذكر الآخرة فيعود مريض القلب يتعب في معالجته أياما كثيرة حتى يعود إلى ما كان فيه .
ربما لم يعد لأن المريد فيه ضعف .
فإنه إذا رأى شيخا قد جرب و عرف ثم يؤثر البطالة لم يأمن أن يتبعه الطبع .
فالأولى للمريد اليوم ألا يزور إلا المقابر و لا يقاوض إلا الكتب التي قد حوت محاسن القوم .
و ليستعن بالله تعالى على التوفيق لمراضيه فإنه إن أراده هيأه لما يرضيه