282 - ـ فصل : التثبت و النظر في العواقب .
ما إعتمد أحد أمرا إذا هم بشيء مثل التثبت فإنه متى عمل بواقعه من غير تأمل للعواقب كان الغالب عليه الندم .
و لهذا أمر بالمشاورة لأن الإنسان بالتثبت يفتكر فتعرض على نفسه الأحوال و كأنه شاور .
و قد قيل : خمير الرأي خير من فطيره .
و أشد الناس تفريطا من عمل مبادرة في واقعة من غير تثبت و لا استشارة .
خصوصا فيما يوجبه الغضب فإنه طلب الهلاك أو الندم العظيم .
و كم من غضب فقتل و ضرب ثم لما سكن غضبه بقي طول دهره في الحزن و البكاء و الندم .
و الغالب في القاتل أنه يقتل فتفوته الدنيا و الآخرة فكذلك من عرضت له شهوة فاستعجل لديها و نسي عاقبتها .
فكم من ندم يتجرعه في باقي عمره وعتاب يستقبله من بعد موته و عقاب لا يؤمن وقوعه .
كل ذلك للذة لحظة كانت كبرق .
فالله الله التثبت التثبت في كل الأمور و النظر في عواقبها .
خصوصا الغضب المثير للخصومة و تعجيل الطلاق