294 - ـ فصل : لا تغرك تأخير العقوبة .
تأملت أحوال الناس فرأيت جمهورهم منسلا من ربقه العبودية .
فإن تعبدوا فعادة أو فيما لا ينافي أغراضهم منافاة تؤذي القلوب .
فأكثر السلاطين يحصلون الأموال من وجوه ردية و ينفقونها في وجوه لا تصلح .
و كأنهم قد تملكوها و ليست مال الله إذ غزا أحدهم ـ بإسمه ـ فغنم الأموال إصطفاها لنفسه و أعطاها أصحابه كيف إشتهى .
و العلماء لقوة فقرهم و شدة شرهم يوافقون الأمراء و ينخرطون في سلكهم .
و التجار على العقود الفاسدة و العوام في المعاصي و الإهمال لجانب الشريعة .
فإن فات بعض أغراضهم فربما قالوا : ما نريد أن نصلي و لا صلى الله عليهم .
و قد منعوا الزكاة و تركوا الأمر بالمعروف .
فمن الناس من يغره تأخير العقوبة و منهم من كان يقطع بالعفو و أكثرهم متزلزل الإيمان فنسأل الله أن يميتنا مسلمين