305 - ـ فصل : الله لا يختار إلا الكامل .
لقد إعتبرت على مولاي سبحانه و تعالى أمرا عجيبا و هو أنه تعالى لا يختار لمحبته و القرب منه إلا الكامل صورة و معنى .
و لست أعني حسن التخاطيط و إنما كمال الصورة إعتدالها و المعتدلة ما تخلو من حسن فيتبعها حسن الصورة الباطنة و هو كمال الأخلاق و زوال الأكدار و لا يرى في باطنه خبثا و لا كدرا بل قد حسن باطنه كما حسن ظاهره .
و قد كان موسى عليه السلام كل من رآه يحبه و كان نبينا صلى الله عليه و سلم كالقمر ليلة البدر .
و قد يكون الولي أسود اللون لكنه حسن الصورة لطيف المعاني .
فعلى قدر ما عند الإنسان من التمام في كمال الخلق و الخلق يكون عمله و يكون تقريبه إلى الحضرة بحسب ذلك .
فمنهم كالخادم على الباب و منهم حاجب و منهم قرب و يندر من يتم له الكمال .
و لعله لا يوجد في مائة سنة منهم غير واحد .
و هذه حكاية ما تحصل بالإجتهاد بل الإجتهاد يحصل منها لأنه إذا وقع تماما حث على الجد على قدر نقصائه .
و هذا لا حيلة في أصله إنما هو جبلة و إذا أرادك لأمر هيأك له