371 - ـ فصل : إجتماع الهمة في خدمة الحق .
من تلمح أحوال الدنيا علم أن مراد الحق سبحانه إجتنابها .
فمن مال إلى مباحها ليلتذ وجد مع كل فرحة ترحة و إلى جانب كل راحة تعبا و آخر كل لذة نقصا يزيد عليها .
و ما رفع شيء من الدنيا إلا و وضع .
أحب الرسول صلى الله عليه و سلم عائشة Bها فجاء حديث الإفك .
و مال إلى زينب فجاء : { فلما قضى زيد منها وطرا } .
ثم يكفي أنه إذا حصل محبوبه فعين العقل ترى فراقه فيتنغص عند وجوده كما قال الشاعر : .
( أتم الحزن عندي في سرور ... تيقن عنه صاحبه انتقالا ) .
فيعلم العاقل أن مراد الحق بهذا التكدير التنفير عن الدنيا فيبقى أخذ البلغة منها ضرورة و ترك الشواغل فيجتمع الهم في خدمة الحق .
و من عدل عن ذلك ندم على الفوات