4 - ـ فصل : متاع الغرور .
من تفكر بعواقب الدنيا أخذ الحذر و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه ! { و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه } .
تغلبك نفسك على ما تظن و لا تغلبها على ما تستيقن أعجب العجائب سرورك بغرورك و سهوك في لهوك عما قد خبىء لك تغتر بصحتك و تنسى دنو السقم و تفرح بعافيتك غافلا عن قرب الألم لقد أراك مصرع غيرك مصرعك و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك و قد شغلك نيل لذاتك عن ذكر خراب ذاتك : .
( كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ... و لم تر في الباقين مايصنع الدهر ) .
( فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم ... محاها مجال الريح بعدك و البقر ! ) .
كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل ! و كم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل ! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري و فعله فعل من لا يفهم لو لا يدري .
( و كيف تنام العين و هي قريرة ؟ ... و لم تدر من أي المحلين تنزل ) ؟