68 - ـ فصل : المؤمن و الذنب .
المؤمن لا يبالغ في الذنوب و إنما يقوى الهوى و تتوقد نيران الشهوة فينحدر .
و له مداد لا يعزم المؤمن على مواقعته و لا على العود بعد فراغه و لا يستقصي في الإنتقام إن غضب و ينوي التوبة قبل الزلل .
و تأمل إخوة يوسف عليهم السلام فإنهم عزموا على التوبة قبل إبعاد يوسف فقالوا : { اقتلوا يوسف } ثم زاد ذلك تعظيما فقالوا : { أو اطرحوه أرضا } ثم عزموا على الإنابة فقالوا : { و تكونوا من بعده قوما صالحين } فلما خرجوا إلى الصحراء هموا بقتله بمقتضى ما في القلوب من الحسد .
فقال كبيرهم : { لا تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابة الجب } و لم يرد أن يموت بل يلتقطه بعض السيارة فأجابوا إلىذلك .
و السبب في هذه الأحوال أن الإيمان على حسب قوته فتارة يردها عند الهم و تارة يضعف فيردها عند العزم و تارة عن بعض الفعل فإذا غلبت الغفلة و واقع لذنب فتر الطبع فنهض الإيمان للعمل فينغص بالندم أضعاف ما التذ