80 - ـ فصل : الهوى النور .
تأملت قوله تعالى : { فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى } .
قال المفسرون : هداي رسول الله صلى الله عليه و سلم و كتابي .
فوجدته على الحقيقة أن كل من اتبع القرآن و السنة و عمل بما فيهما فقد سلم من الضلال بلا شك و ارتفع في حقه شقاه الآخرة بلا شك إذا مات على ذلك .
و كذلك شقاء الدنيا فلا يشقى أصلا و يبين هذا قوله تعالى : { و من يتق الله يجعل له مخرجا } .
فإن رأيته في شدة فله من اليقين بالجزاء ما يصير الصاب عنده عسلا و إلا غلب طيب العيش في كل حال .
و الغالب أنه لا ينزل به شدة إلا إذا انحرف عن جادة التقوى .
فأما الملازم لطريق التقوى فلا آفة تطرقه و لا بلية تنزل به هذا هو الأغلب .
فإن تدر من تطرقه مع التقوى فذاك في الأغلب لتقدم ذنب يجازي عليه فإن قدرنا عدم الذنب فذاك لإدخال ذهب صبره كير البلاء حتى يخرج تبرأ أحمر فهو يرى عذوبه العذاب لأنه يشاهد المبتلي في البلاء الآلم .
قال الشبلي : [ أحب الناس لنعمائك و أنا أحبك لبلائك ]