الكبيرة الرابعة و الثلاثون : الديوث المستحسن على أهله و القواد الساعي بين الإثنين بالفساد .
قال الله تعالى : { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين } .
عن [ عبد الله بن عمر Bهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و الديوث و رجلة النساء ] و روى النسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : مدمن الخمر و العاق لوالديه و الديوث الذي يقر الخبث في أهله ] يعني يستحسن على أهله نعوذ بالله من ذلك .
قال المصنف C تعالى : فمن كان يظن بأهله الفاحشة و يتغافل لمحبته فيها أو لأن لها عليه دينا و هو عاجز أو صداقا ثقيلا أو له أطفال صغار فترفعه إلى القاضي و تطلب فرضهم فهو دون من يعرض عنه و لا خير فيمن لا غيرة له فنسأل الله العافية من كل بلاء ومحنة إنه جواد كريم .
موعظة : أيها المشغول بالشهوات الفانيات متى تستعد لممات آت حتى متى لا تجتهد في إلحاق القوافل الماضيات أتطمع و أنت رهين الوساد في لحاق السادات ؟ هيهات هيهات هيهات ! آملا في زعمه اللذات إحذر هجوم هازم اللذات احذر مكائده فهي كوامن في عدة الأنفاس و اللحظات : .
( تمضي حلاوة ما أخفيت و بعدها ... تبقى عليك مرارة التبعات ) .
( يا حسرة العاصين يوم معادهم ... لو أنهم سبقوا إلى الجنات ) .
( لو لم يكن إلا الحياء من الذي ... ستر العيوب لأكثروا الحسرات ) .
يا من صحيفته بالذنوب قد حفت و موازينه بكثرة الذنوب قد خفت أما رأيت أكفاء عن مطامعها كفت أما رأيت عرائس آحاد إلى اللحود قد زفت أما عاينت أبدان المترفين و قد أدرجت في الأكفان و لفت أما عاينت طور الأجسام في الأرحام و متى تنتبه لخلاص نفسك أيها الناعس متى تعتبر بربع غيرك الدارس ؟ أين الأكاسر الشجعان الفوارس و أين المنعمون بالجواري و الظباء الخنس الكوانس أين المتكبرون ذوو الوجوه العوابس أين من اعتاد سعة القصور ! حبس في القبور في أضيق المحابس ! أين الرافل في أثوابه عري في ترابه عن الملابس أين الغافل في أمله و أهله عن أجله سلبته أكف الخالس أين جامع الأموال سلب المحروس و هلك الحارث ! حق لمن علم مكر الدنيا أن يهجرها و لمن جهل نفسه أن يزجرها و لمن تحقق نقلته أن يذكرها و لمن غمر بالنعماء أن يشكرها و لمن دعي إلى دار السلام أن يقطع مفاوز الهوى ليحضرها