الكبيرة الثانية و الأربعون : التسمع على الناس و ما يسرون .
قال الله تعالى : { و لا تجسسوا } قال ابن الجوزي C : قرأ أبو زيد و الحسن و الضحاك و ابن سيرين بالحاء قال أبو عبيدة : التجسس و التحسس واحد ـ و هو البحث ـ و منه الجاسوس و قال يحيى بن أبي كثير : التجسس بالجيم عن عورات الناس و بالحاء الاستماع لحديث القوم قال المفسرون : التجسس : البحث عن عيب المسلمين و عوراتهم فالمعنى : لا يبحث أحدكم عن عيب أخيه ليطلع عليه إذا ستره الله و قيل لابن مسعود : هذا الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمرا قال : إنا نهينا عن التجسس فإن يظهر لنا شيء نأخذ به .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من استمع إلى حديث قوم و هم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ] أخرجه البخاري و الآنك : الرصاص المذاب نعوذ بالله منه و نسأل الله التوفيق لما يحب و يرضى إنه جواد كريم .
( موعظة ) عباد الله ! إن المنايا قد دقت و اقتربت فالنفوس رهينة قد جمعت و تعبت كأنكم بأكف الردى قد أخذت و سلبت رب شمس طالعة على القبر قد غربت يا فراخ الفنا ! فخاخ البلى قد نصبت عباد الله : كل المعاصي قد سطرت و كتبت و النفوس رهينة بما جنت و اكتسبت لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت يا من يغتر بالأماني و الآمال الكواذب و مبارز بالقبايح و ما يدري من يحارب يا حاضر البدن غير أن القلب غائب أرضيت أن تفوتك الخيرات و الرغائب ؟ يا من عمره يفنى في ممره و يسري كالنجائب يا من شاب و ما تاب هذا من العجائب يا عجبا كيف نام المطلوب و ما غفل الطالب ؟ !