سنة حتى خف دماغه فسماه الناس مجنونا لتردد قوله في المحبة فغاب عنا زمانا فبينا أنا قائم على حلقة ذي النون رأيته عليه جبة صوف وعليها مكتوب لا تباع ولا تشترى فسمع كلام ذي النون فصرخ وأنشأ يقول .
ولا خير في شكوى إلى غير مشتكى ... ولا بد من سلوى إذا لم يكن صبر .
أحمد بن عبد الله بن ميمون قال سمعت ذا النون المصري يقول خرج الناس إلى الإستسقاء بالبصرة فخرجت فيمن خرج فبينا أنا مار بين الناس إذا بيدين قبضتا على رجلي فقلت من أنت خل عني فقال أنا سعدون المجنون أين تريد يا أبا الفيض قلت أريد المصلى أدعو الله تعالى فقال بقلب سماوي أو بقلب جاف فقلت بقلب سماوي قال انظر يا ذا النون لا تبهرج فإن الناقد بصير وقال تدعو الله وأؤمن على دعائك أو أدعو الله وتؤمن على دعائي فقلت تدعو أنت وأؤمن عليه .
قال فصف قدميه ثم قال إلهي بحق البارحة إلا أمطرتنا قال ذو النون لقد رأيت الغيوم قد ارتفعت عن اليمين والشمال حتى التقت