فاستقبلت القبلة و صليت ما قدر لي حتى غلبتني عيني فنمت في مصلاي و نامت في مصلاها فلما كان في اليوم الثاني كان مثل ذلك أيضا فلما طال علي قلت يا هذه ألاجتماعنا معنى قال فقالت لي أنا في خدمة مولاي ومن له حق فما أمنعه قال فاستحييت من كلامها وتماديت على أمري نحو الشهر ثم بدالي في السفر فقلت لها يا هذه قالت لبيك قلت إني قد أردت السفر قالت مصاحبا بالعافية فقمت فلما صرت عند الباب قامت فقالت لي يا سيدي كان بيننا في الدنيا عهد لم يقض بتمامه عسى في الجنة إن شاء الله فقلت لها عسى فقالت لي أستودعك الله خير مستودع قال فتودعت منها و خرجت .
قال ثم عدت إلى مصر بعد سنين فسألت عنها فقيل لي هي على أفضل مما تركتها عليه من العبادة والاجتهاد انتهى ذكر أهل مصر .
ذكر المصطفين من عباد الاسكندرية .
854 - أسلم بن زيد الجهني .
إبراهيم بن أدهم قال لقيت رجلا بالاسكندرية يقال له أسلم ابن زيد الجهني فقال من أنت يا غلام فقلت شاب من أهل خراسان قال ما حملك على الخروج من الدنيا فقلت زهدا فيها ورجاء ثواب الله تعالى فقال إن العبد لا يتم رجاؤه لثواب الله تعالى حتى يحمل نفسه على الصبر فقال له رجل ممن كان معه و أي شيء الصبر فقال إن أدنى منازل الصبر أن يروض العبد نفسه على