دلوني عليه فقالوا إنه يأوي في الوادي الفلاني فانطلقت إلى الوادي فأشرفت على واد وعر فجعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا أنا بصوت محزون شج من وجد قلب وهو يقول .
يا ذا الذي أنس الفؤاد بذكره ... أنت الذي ما إن سواه أريد .
تفنى الليالي والزمان بأسره ... وهواك غض في الفؤاد جديد .
قال ذو النون فاتبعت الصوت فإذا أنا بفتى حسن الوجه حسن الصوت و قد ذهبت تلك المحاسن و بقيت وسومها نحيل قد اصفر واحترق وهو شبيه بالواله الحيران فسلمت عليه فرد السلام و بقي شاخصا يقول .
أعميت عيني عن الدنيا و زينتها ... فأنت والروح شيء غير مفترق .
إذا ذكرتك وافي مقلتي أرق ... من أول الليل حتى مطلع الفلق .
وما تطابقت الأجفان عن سنة ... إلا رأيتك بين الجفن والحدق .
ثم قال يا ذا النون مالك وطلب المجانين قلت أو مجنون أنت قال قد سميت به فقلت مسألة فقال سل قلت أخبرني ما الذي حبب إليك الانفراد وقطعك عن المؤانسين وهيمك في الأودية فقال حبي له هيمني و شوقي إليه هيجني ووجدي به أفردني ثم قال يا ليت شعري يا فتى إلى متى تتركني مقلقلا في محبتي فقلت أخبرني أين محل الحب منك وأين مسكن الشوق فيك فقال مسكن الحب سواد الفؤاد قلت فما الذي تجد في خلوتك قال الحق سبحانه قلت كيف تجده قال