على التوكل بزعمه وسكوت هذا الرجل في مثل هذا المقام إعانة على نفسه وذلك لا يحل ولو فهم معنى التوكل لعلم أنه لا ينافي استغاثته في تلك الحال كما لم يخرج رسول الله A من التوكل باخفائه الخروج من مكة واستئجاره دليلا واستكتامه واستكفائه ذلك الأمر واستتاره في الغار وقوله لسراقة أخف عنا .
فالتوكل الممدوح لا ينال بفعل محذور وسكوت هذا الواقع في البئر محظور عليه وبيان ذلك أن الله D قد خلق للآدمى آلة يدافع بها عن نفسه الضرر وآلة يجتلب بها النفع فإذا عطلها مدعيا للتوكل كان جهلا بالتوكل وردا لحكمة الواضع لأن التوكل إنما هو