Bه : أن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا وليس لهم حسنة يقول أحدهم : أحسن الظن بربي وهو يكذب لو أحسن الظن بربه لأحسن العمل وتلا قوله تعالى : { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ } ( 23 ) فصلت .
ويرحم الله القائل : .
يا من يريد منازل الأبدال من غير قصد منه للأعمال .
لا تطمعن فيها فلست من أهلها إن لم تزاحمهم على الأحوال .
( 79 ) مطلب العارفين من الله الصدق في العبودية والقيام بحقوق الربوبية .
يعني : أن مطلب العارفين من ربهم أعلى من مطلب غيرهم سواء كانوا عباداً أو زهاداً . فإن مطلب العارفين إنما هو الصدق أي الإخلاص في العبودية والقيام بحقوق الربوبية فقط من غير مراعاة حظ ولا بقاء مع نفس . وأما من عداهم فلم يفارقوا الحظوظ والأغراض في مطالبهم . وشتان بين من همته الحور والقصور وبين من همته رفع الستور ودوام الحضور .
( 80 ) بسطك كي لا يبقيك مع القبض وقبضك كي لا يتركك مع البسط وأخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه .
أي بسطك مولاك - أيها العارف - كي لا يبقيك مع القبض الذي فيه قهر لنفسك .
وإن كان فيه نفع لك وقبضك كي لا يتركك مع البسط الذي فيه حظ لها وأخرجك عنهما بفنائك عن نفسك وبقائك به كي لا تكون لشيء دونه . فالقبض والبسط من الأحوال التي يتلون بها العارفون . وهما بمنزلة الخوف والرجاء للمريدين المبتدئين . وسببهما الواردات التي ترد على باطن العبد فإذا