@ 129 @ ( ^ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ( 3 ) وما أهلكنا من قرية ) * * * * الله المؤمنين من النار . وفي الأخبار المسندة برواية أبي موسى الأشعري عن النبي قال : ' يدخل الله قوما - من أهل القبلة النار مع الكفار فيمكثون فيها ما شاء الله ؛ فيقول الكفار لهم : أنتم مسلمون ، فيقولون : نعم ، فيقول الكفار : ما أغنى عنكم إسلامكم شيئا ، وأنتم معنا في النار ، فيقولون : نحن أذنبنا ذنوبا فأخذنا بها ، فيسمع الله تعالى ذلك كله ، فيقول : أخرجوا من النار من كان مسلما - وفي رواية : من قال لا إله إلا الله - فيخرجون ، فحينئذ يتمنى الكفار لو كانوا مسلمين ' . وفي بعض الروايات : ' أن الكفار إذا قالوا للمسلمين هذه المقالة ؛ يغضب الله تعالى لقولهم ، فيقول : أخرجوا . . . ، على ما بينا . .
فإن قال قائل : إذا كانت ربما للتقليل ، فكيف يقل تمنيهم هذا ، ونحن نعلم حقيقة أن كلهم يتمنون هذا ، وأن هذا التمني منهم يكثر ؟ .
والجواب : أن العرب قد تذكر هذا اللفظ وتريد به التكثير ، يقول القائل لغيره : ربما تندم على هذا الفعل ، وهو يعلم أنه يكثر منه الندم عليه ، ويكون المعنى : إنك لو ندمت قليلا لكان القليل من الندامة يكفيك للاجتناب عنه ، فكيف الكثير ؟ ! . .
والجواب الثاني : أن شغلهم بالعذاب لا يفرغهم للندامة ، وفي بعض الآحايين ربما يقع لهم هذا الندم ، ويخطر ببالهم . .
قوله تعالى : ( ^ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ) الآية . هذا تهديد ووعيد ، والأكل معلوم ، وأما التمتع هو التلذذ بطلبه حالا بعد حال ( كالتعرب ) هو طلبه حالا بعد حال . قوله : ( ^ ويلههم الأمل ) أي : يشغلهم الأمل عن الآخرة .