@ 121 @ .
( ^ يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ( 4 ) ونريد أن نمن على ) * * * * * * إسرائيل ، وتفسير الاستضعاف : ما يذكر من بعد ، وهو قوله تعالى : ( ^ يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ) وقرئ في الشاذ : ' يذبح أبناءهم ' بغير التشديد ، وسمي هذا استضعافا ؛ لأنهم عجزوا وضعفوا عن دفع هذا عن أنفسهم ، وذكر وهب بن منبه وغيره : أن فرعون رأى في منامه كأن نارا خرجت من جانب الشام حتى أحاطت بمصر ، وأحرقت القبط ، وتركت بني إسرائيل ، فلما أصبح دعا الكهنة ، وأخبرهم برؤياه ، فقالوا : يخرج رجل من بني إسرائيل يكون هلاكك وهلاك القبط على يده . وبعضهم روى أنهم قالوا : يولد مولود ؛ فحينئذ أمر فرعون بذبح الذكور من أولاد بني إسرائيل واستبقاء إناثهم . قال الزجاج : وهذا من حمقه ؛ لأنه إن كانت الكهنة صادقين فما يغني القتل ، وإن كانوا كاذبين فلا معنى للقتل أيضا . قال وهب : فلما فعلوا ذلك في ولدان بني إسرائيل ، وتسارع الموت إلى شيوخهم ، فاجتمع الأشراف من القبط إلى فرعون ، وقالوا له : إنك تقتل أولاد بني إسرائيل ، وقد تسارع الموت إلى شيوخهم ، فعن قريب لا يبقى منهم [ أحد ] ، وترجع الأعمال إلينا ، وقد كانوا يستعملون بني إسرائيل في الأعمال الشاقة . .
قال السدي في قوله : ( ^ وجعل أهلها شيعا ) كانوا جعلوا بني إسرائيل فرقا ، ففرقة يبنون ، وفرقة يحرثون ويزرعون ، وفرقة يغرسون ، وفرقة يرعون الدواب ، إلى مثل هذا من الأعمال ، ومن لم يمكنه أن يعمل عملا كان يؤخذ منه الجزية ، فلما سمع فرعون قولهم أمر أن يقتلوا الأولاد سنة ولا يقتلون سنة ، فولد هارون عليه السلام في السنة التي لا يقتل فيها الأولاد ، وولد موسى في السنة التي يقتل فيها الأولاد . .
وقوله : ( ^ إنه كان من المفسدين ) أي : في الأرض . .
قوله تعالى : ( ^ ونريد أن نمن ) أي : ننعم .