@ 240 @ ( ^ والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ( 33 ) إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في لأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ( 34 ) ) * * * * * * لا يغني والد عن ولده ، قال ابن عباس : كل امرء تهمه نفسه . .
وقوله : ( ^ ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) أي : مغني عن والده شيئا . .
وقوله : ( ^ إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) يعني : الشيطان ، وتغريره للإنسان هو تزيينه للمعاصي وتمنيه المغفرة من الله ، وعبر عنه بتزيينه له المعاصي وتمنيه المغفرة . وفي الخبر أن النبي قال : ' الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ( أي حاسب نفسه ) والفاجر من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله ( المغفرة ) ' . .
قوله تعالى : ( ^ إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ) الآية . في التفسير : أن رجلا من بني محارب بن خصفة أتى النبي وقال : يا محمد ، إن أرضنا أجدبت ، فمتى ينزل الغيث ؟ وإني تركت امرأتي حبلى ، فماذا تلد ؟ وقد علمت ما أعمل اليوم ، فماذا أعمل غدا ؟ وأخبرني أنى بأي أرض أموت ؟ وأخبرني متى الساعة ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية إلى آخرها . .
وقد روينا برواية أبي هريرة أن النبي قال : ' مفاتيح الغيب خمسة ، وقرأ هذه الآية إلى آخرها ' . وهو خبر مشهور . .
وقوله : ( ^ [ ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ] وما تدري نفس بأي أرض تموت ) يقال معناه : على أي قدم تموت . فإنه ما من قدم يرفعها ويضعها إلا ويجوز أن تموت قبل ذلك ( ^ بأي أرض تموت ) أي : على أي صفة تموت من الشقاوة والسعادة . .
وقوله : ( ^ إن الله عليم خبير ) ظاهر المعنى .