@ 257 @ .
( ^ وكفى بالله وكيلا ( 3 ) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم ) * * * * .
وقوله : ( ^ وكفى بالله وكيلا ) أي : وكفى بالله حافظا لك ، ويقال : وكفى بالله كفيلا يرزقك . .
قوله تعالى : ( ^ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) في الآية أقوال : أحدها : ما ذكر السدي وغيره : أن رجلا كان يقال له : جميل بن معمر والأصح أبو معمر جميل ابن أسد ، وكان أهل الجاهلية يسمونه ذا القلبين لشدة ذكائه وفطنته ، فلما هزم الله تعالى المشركين يوم بدر فكان هو معهم انهزم أيضا ؛ فلقيه أبو سفيان وإحدى نعليه في رجله والأخرى قد علق بيده . فقال له : ما شأن الناس ؟ قال : هزموا . فقال : ما شأن نعلك بيدك ؟ فقال : ما علمت إلا أنها في رجلي ؛ فعلموا أنه ليس له إلا قلب واحد ، وأنزل الله تعالى هذه الآية . .
والقول الثاني : أن المنافقين كانوا يقولون : لمحمد قلبان ؛ قلب معكم ، وقلب مع أصحابه ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية وأخبر أنه ليس له إلا قلب واحد . .
والقول الثالث : ما روي عن الحسن البصري أنه قال : كان الواحد منهم يقول : إن لي نفسا تأمرني بالخير ، ونفسا تأمرني بالشر ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر أنه ليس لأحد إلا نفس واحدة وقلب واحد ، وإنما الأمر بالخير بإلهام الله ، والأمر بالشر بإلهام الشيطان . .
والقول الرابع : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه أي : ما جعل لرجل أبوين ، وقد احتج به الشافعي في مسألة القائفة ، وقال هذا : لأن زيد بن حارثة كان ينسب إلى النبي بالنبوة ، فقال الله تعالى : ( ^ ما جعل الله لرجل ) أبوين أي : هو ابن حارثة ، وليس بابن النبي . .
وقوله : ( ^ وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ) والظهار هو أن يقول الرجل لزوجته : أنت علي كظهر أمي ، وقد كانوا يعدونه طلاقا ، فإن قيل : كيف