@ 393 @ ( ^ أولئك في الأذلين ( 20 ) كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ( 21 ) لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) * * * * * * .
وقوله : ( ^ أولئك في الأذلين ) أي : الأقلين . وكل كافر ذليل ، وكل مؤمن عزيز . ومعناه : هم أقل درجة ورتبة . .
وقوله : ( ^ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) أما غلبة الله معلومة ؛ لأن كل الأشياء على مراده ومشيئته ، أما غلبة رسله فهي بالنصر تارة وبالحجة أخرى . .
وقوله : ( ^ إن الله قوي عزيز ) أي : قوي في الأمور ، غالب عليها . .
قوله تعالى : ( ^ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) أي : لا يكون من صفة المؤمنين أن يوادوا من حاد الله ورسوله ( ^ ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) في نزول الآية قولان : أحدهما : أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى مكة يؤذنهم بغزو النبي ؛ وستأتي قصة ذلك في سورة الممتحنة . والقول الثاني : أن الآية نزلت في غيره . .
وقوله : ( ^ ولو كانوا آباءهم ) نزل في أبي عبيدة بن الجراح ، وكان قتل أباه الكافر وجاء برأسه إلى النبي . وقد قيل : إن أباه مات قبل أن يسلم أبو عبيدة ، والله أعلم . .
وقوله : ( ^ أو أبناءهم ) نزل في أبي بكر رضي الله عنه أراد أن يخرج إلى ابنه عبد الرحمن فيبارزه ، فمنعه النبي عن ذلك وقال : ' نبله منه غيرك ' . .
وقوله : ( ^ أو إخوانهم ) نزل في عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل أخاه هشام بن العاص يوم بدر ، وكان أخاه من أمه . .
وقوله : ( ^ أو عشيرتهم ) نزل في حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم بارزوا مع عتبة وشيبة والوليد بن عتبة ، وقد كانوا عشيرتهم وقرابتهم .