@ 441 @ ( ^ فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ( 2 ) ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ( 3 ) وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا ) * * * * * * * * * * * * * .
وقوله : ( ^ فصدوا عن سبيل الله ) أي : منعوا الناس عن سبيل الإيمان . ومعنى صدهم الناس عن سبيل الله أنهم كانوا يقولون لضعفة المسلمين : إنا نشهد عند هذا الرجل ونظهر خلاف ما نسر ، فلو كان نبيا لعلم إسرارنا ، ومنعنا من المخالطة مع أصحابه . .
وقوله : ( ^ إنهم ساء ما كانوا يعملون ) أي : بئس العمل عملهم . وقرئ في الشاذ : ' اتخذوا إيمانهم جنة ' بكسر الألف ، والمعروف إيمانهم بالفتح جمع اليمين . .
قوله تعالى : ( ^ ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا ) أي : آمنوا بألسنتهم ، وكفروا بقلوبهم . .
وقوله : ( ^ فطبع على قلوبهم ) أي : ختم على قلوبهم فلا يدخلها الإيمان وقبول الحق . .
وقوله : ( ^ فهم لا يفقهون ) أي : لا يتدبرون ، والفقه هو التدبر والتفهم . وقيل : فهم لا يفقهون أي : لا يعقلون ، كأنهم لم يقبلوا الدين مع ظهور الدلائل عليه بمنزلة من لا يعقل . .
قوله تعالى : ( ^ وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) في التفسير : أن عبد الله بن أبي بن سلول كان رجلا جسيما فصيحا صبيحا ذلق اللسان . قال الزجاج : أخبر الله تعالى بصحة أجسامهم وحسن مناظرهم وفصاحة ألسنتهم . وهو في قوله : ( ^ وإن يقولوا تسمع لقولهم ) أي : للسان الذي لهم ، ثم قال في شأنهم : ( ^ كأنهم خشب مسندة ) أي : هم مناظر بلا مخابر ، وصور بلا معاني ، وإنما مثلهم بالخشب ؛ لأن الخشب لا قلب له ولا عقل ، ولا يعي خبرا ولا يفهمه . ويقال في العادة : فلان خشب أي : ليس له عقل ولا فهم . وقرئ : ' خشب ' بسكون الشين ، وكلاهما بمعنى واحد ، يقال : بدن وبدنة وثمر وثمرة ، فالخشب والخشب جمع ، والواحدة خشبة ، ومثاله ما ذكرنا .