@ 254 @ ( ^ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ( 6 ) فما يكذبك بعد بالدين ( 7 ) أليس الله بأحكم الحاكمين ( 8 ) ) جهل . .
وقيل : إنه الوليد بن المغيرة . .
وقيل غيرهما . .
وقال إبراهيم والضحاك وجماعة : ثم رددناه أسفل سافلين : هو أرذل العمر ، والسافلون هم الضعفاء والمرضى والشيوخ العجزة . .
وقوله : ( ^ إلا الذين آمنوا ) الاستثناء مشكل في هذه السورة ، فعلى قول الحسن ومجاهد يكون الاستثناء ظاهرا والمعنى : رد الناس إلى النار إلا من آمن وعمل صالحا فإنه لا يرد إلى النار ، ومعنى الإنسان : الناس . .
وأما على قول إبراهيم والضحاك فالاستثناء مشكل على هذا القول ، قاله النحاس . .
والمعنى على هذا إلا الذين آمنوا فلا يردون إلى أرذل العمر ، ومعناه : أنه يكتب لهم أعمالهم الصالحة بعد الهرم على ما كانوا يعملونها في حالة الشباب وإن عجزوا عنها ، فكأنهم لم يردوا إلى أرذل العمر ، وقد حكى معنى هذا عن إبراهيم ، وروى ذلك مرفوعا في بعض الأخبار إلى الرسول . .
وقوله : ( ^ فلهم أجر غير ممنون ) فيه قولان : أحدهما : لا يمتن به عليهم أحد - سوى الله - منة تكدر النعمة عليهم . .
والقول المعروف : غير مقطوع وهو مؤيد لما ذكرناه من التأويل . .
قوله تعالى : ( ^ فما يكذبك بعد بالدين ) المعنى : فما يكذبك أيها الشاك بيوم الحساب بعد ما شاهدت من قدرة الله تعالى ما شاهدت ، هذا هو القول المعروف . .
وفي الآية قول آخر : أن معناه : فمن يكذبك بعد بالدين على خطاب النبي أي : من الذي يكذبك بيوم الحساب بعد أن ظهر من البراهين والآيات ما ظهر ، ذكره أبو معاذ النحوي ، القول الأول أولى ؛ لأن ما بمعنى من ، يبعد في اللغة . .
وقوله : ( ^ أليس الله بأحكم الحاكمين ) هو استفهام بمعنى التحقيق وهو مثل قول جرير : .
( ألستم خير من ركب المطايا % وأندى العالمين بطون راح ) .
أي : أنتم كذلك . .
وقد ورد عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا إذا ختموا السورة قالوا : اللهم بلى ، وفي رواية : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين ؛ منهم أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهما .