فكم قد قتلنا من كريم مسودا ... له حسب في قومه نابه الذكر ... تركناهموا للعاويات يتبنهم ... ويصلون نارا بعد حامية القعر ... لعمرك ما حامت فوارس مالك ... وأشياعهم يوم التقينا على بدر ... .
وقال عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب في يوم بدر في قطع رجله في مبارزته هو وحمزة وعلى مع عتبة وشيبة والوليد بن عتبة وأنكرها ابن هشام ... ستبلغ عنا أهل مكة وقعة ... يهب لها من كان عن ذاك نائيا ... بعتبة إذ ولى وشيبة بعده ... وما كان فيها بكر عتبة راضيا ... تقطعوا رجلي فإني مسلم ... أرتجي بها عيشا من الله دانيا ... أمثال التماثيل أخلصت ... من الجنة العليا لمن كان عاليا ... عيشا تعرفت صفوه ... وعاجلته حتى فقدت الأدانيا ... حمن من فضل منه ... بثوب من الاسلام غطى المساويا ... مكروها إلي قتالهم ... غداة دعا الاكفاء من كان داعيا ... بلغ إذ سألوا النبي سواءنا ... ثلاثتنا حتى حصرنا المناديا ... لقيناهم كالأسد تخطر بالقنا ... نقاتل في الرحمن من كان عاصيا ... فما برحت أقدامنا من مقامنا ... ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا ... .
وقال ابن اسحاق وقال حسان بن ثابت أيضا يذم الحارث بن هشام على فراره يوم بدر وتركه قومه لا يقاتل دونهم ... تبلت فؤادك في المنام خريدة ... تشفي الضجيع ببارد بسام ... كالمسك تخلطه بماء سحابة ... أو عاتق كدم الذبيح مدام ... نفج الحقيبة يوصها متنضد ... بلهاء غير وشيكة الاقسام ... بنيت على قطن أجم كأنه ... فضلا إذا قعدت مداك رخام ... وتكاد تكسل أن تجيء فراشها ... في جسم خرعبة وحسن قوام ... أما النهار فلا أفتر أذكرها ... والليل توزعني بها أحلامي ... أقسمت أنساها وأترك ذكرها ... حتى تغيب في الضريح عظامي ... بل من لعاذلة تلوم سفاهة ... ولقد عصيت على الهوى لوامي