المؤمنون ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين الآيات وما بعدها الى قوله ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب وقد تكلمنا على تفاصيل ذلك كله في كتاب التفسير بما فيه الكفاية ولله الحمد والمنة ولنذكر ههنا ملخص الوقعة مما ساقه محمد بن اسحاق وغيره من علماء هذا الشأن رح وكان من حديث أحد كما حدثني محمد بن مسلم الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كلهم قد حدث ببعض هذا الحديث عن يوم أحد وقد اجتمع حديثهم كلهم فيما سقت قالوا أو من قال منهم لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ورجع فلهم الى مكة ورجع أبو سفيان بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم واخوانهم يوم بدر فكلموا أبا سفيان ومن كانت له تلك العير من قريش تجارة فقالوا يا معشر قريش ان محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأرا ففعلوا قال ابن اسحاق ففيهم كما ذكر لي بعض أهل العلم أنزل الله تعالى ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون قالوا فاجتمعت قريش لحرب رسول الله A حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة وكان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي قد من عليه رسول الله A يوم بدر وكان فقيرا ذا عيال وحاجة وكان في الاسارى فقال له صفوان بن أمية يا ابا عزة انك امرؤ شاعر فأعنا بلسانك واخرج معنا فقال ان محمدا قد من علي فلا أريد أن أظاهر عليه قال بلى فأعنا بنفسك فلك الله ان رجعت أن أغنيك وان قتلت أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر فخرج ابو عزة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة ويقول ... أيا بني عبد مناة الرزام ... أنتم حماة وأبوكم حام ... لا يعدوني نصركم بعد العام ... لا تسلموني لا يحل اسلام ... .
قال وخرج نافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح الى بني مالك بن كنانة يحرضهم ويقول ... يا مال مال الحسب المقدم ... أنشد ذا القربى وذا التذمم ... من كان ذا رحم ومن لم يرحم ... الحلف وسط البلد المحرم ... عند حطيم الكعبة المعظم