الحسن والحسين كلام فتهاجرا فلما كان بعد ذلك أقبل الحسن إلى والحسين فأكب على رأسه يقبله فقام الحسين فقبله أيضا وقال إن الذى منعنى من ابتدائك بهذا أنى رأيت أنك أحق بالفضل منى فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به منى وحكى الأصمعى عن ابن عون أن الحسن كتب إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء فقال الحسين إن أحسن المال ما وقى العرض .
وقد روى الطبرانى حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطى ثنا يزيد بن البراء بن عمرو ابن البراء الغنوى ثنا سليمان بن الهيثم قال كان الحسين بن على يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع له الناس فقال رجل يا أبا فراس من هذا فقال الفرزدق ... هذا الذى تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم ... هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقى النقى الطاهر العلم ... يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم ... إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهى الكرم ... يفضى حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم ... فى كفه خيزران ريحها عبق ... بكف أورع فى عرنينه شمم ... مشتقة من رسول الله نسبته ... طابت عناصره والخيم والشيم ... لا يستطيع جواد بعد غايته ... ولا يدانيه قوم إن هموا كرموا ... من يعرف الله يعرف أولية ذا ... فالدين من بيت هذا ناله أمم ... أى العشائر هم ليست رقابهم ... لاولية هذا أوله نعم ... .
هكذا أوردها الطبرانى فى ترجمة الحسين فى معجمه الكبير وهو غريب فان المشهور أنها من قيل الفرزدق فى على بن الحسين لا فى أبيه وهو أشبه فان الفرزدق لم ير الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم ثم أن الحسين قتل بعد مفارقته له بأيام يسيرة فمتى رآه يطوف بالبيت والله أعلم وروى هشام عن عوانة قال قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد أين الكتاب الذى كتبته إليك فى قتل الحسين فقال مضيت لأمرك وضاع الكتاب فقال له ابن زياد لتجيئن به قال ضاع قال والله لتجيئن به قال ترك والله يقرأ على عجائز قريش أعتذر إليهن بالمدينة أما والله لقد نصحتك فى حسين نصيحة لو نصحتها إلى سعد بن أبى وقاص لكنت قد أديت حقه فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله صدق عمر والله ولوددت والله أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفى أنفه خزامة إلى يوم القيامة وأن حسينا لم يقتل قال فوالله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله بن زياد