فى شرك فلما تحقق عمرو ما يريد من قتله قال له أعذرا يا ابن الزرقاء وأسمعه كلاما رديئا بشعا وبينما هما كذلك إذ أذن مؤذن للعصر فقام عبد الملك ليخرج إلى الصلاة وأمر أخاه عبد العزيز ابن مروان بقتله وخرج عبد الملك وقام إليه عبد العزيز بالسيف فقال له عمرو أذكرك الله والرحم أن لا تلى ذلك منى وليتول ذلك غيرك فكف عنه عبد العزيز ولما رأى الناس عبد الملك قد خرج وليس معه عمرو أرجف الناس بعمرو فأقبل أخوه يحيى بن سعيد فى ألف عبد لعمرو بن سعيد وأناس معهم كثير وأسرع عبد الملك الدخول إلى دار الامارة وجاء أولئك فجعلوا يدقون باب الامارة ويقولون أسمعنا صوتك يا أبا أمية وضرب رجل منهم الوليد بن عبد الملك فى رأسه بالسيف فجرحه فأدخله إبراهيم بن عدى صاحب الديوان بيتا وأحرزه فيه ووقعت خبطة عظيمة فى المسجد وضجت الأصوات ولما رجع عبد الملك وجد أخاه لم يقتله فلامه وسبه وسب أمه ولم تكن أم عبد العزيز أم عبد الملك فقال له ناشدنى الله والرحم وكان ابن عمة عبد الملك بن مروان ثم إن عبد الملك قال يا غلام أتنى بالحربة فأتاه بها فهزها ؟ وضربه بها فلم تغن شيئا ثم ثنى فلم تغن شيئا فضرب بيده إلى عضد عمرو فوجد مس الدرع فضحك وقال أدارع أيضا إن كنت معدا يا غلام ائتنى بالصمصامة فأتاه بسيفه ثم امر بعمرو فصرع ثم جلس على صدره فذبحه وهو يقول ... يا عمرو إلا تدع شتمى ومنقصتى ... أضربك حتى تقول الهامة اسقونى ... .
قالوا وانتفض عبد الملك بعد ما ذبحه كما تنتفض القصبة برعدة شديدة جدا بحيث إنهم ما رفعوه عن صدره إلا محمولا فوضوعه على سريره وهو يقول ما رأيت مثل هذا قط قبله صاحب دنيا ولا آخرة ودفع الرأس إلى عبد الرحمن بن أم الحكم فخرج إلى الناس فألقاه بين أظهرهم وخرج عبد العزيز بن مروان ومعه البدر من الأموال تحمل فألقيت بين الناس فجعلوا يختطفونها ويقال إنها استرجعت بعد ذلك من الناس إلى بيت المال ويقال إن الذى ولى قتل عمرو بن سعيد مولى عبد الملك أبو الزعيزعة بعد ما خرج عبد الملك إلى الصلاة فالله أعلم وقد دخل يحيى بن سعيد أخو عمرو بن سعيد دار الامارة بعد مقتل أخيه بمن معه فقام إليهم بنو مروان فاقتتلوا وجرح جماعات من الطائفتين وجاءت يحيى بن سعيد صخرة فى رأسه أشغلته عن نفسه وعن القتال ثم ان عبد الملك بن مروان خرج إلى المسجد الجامع فصعد المنبر فجعل يقول ويحكم أين الوليد وأبيهم لئن كانوا قتلوه لقد أدركوا ثأرهم فأتاه إبراهيم بن عدى الكنانى فقال هذا الوليد عندى قد أصابته جراحة وليس عليه بأس ثم أمر عبد الملك بيحيى بن سعيد أن يقتل فتشفع فيه أخوه عبد العزيز ابن مروان وفي جماعات آخرين معه كان عبد الملك قد أمر بقتلهم فشفعة فيهم وأمر بحبسه فحبس شهرا ثم سيره وبنى عمرو بن سعيد وأهليهم إلى العراق فدخلوا على مصعب بن الزبير فأكرمهم