ثم قاتل حتى قتل رضى الله عنه وقتل معه خلق من أصحابه ثم خرج من خرج من الناس صحبة عبيد الله بن أبى بكرة من أرض رتبيل وهم قليل وبلغ ذلك الحجاج فأخذ ما تقدم وما تأخر وكتب إلى عبد الملك يعلمه بذلك ويستشيره فى بعث جيش كثيف إلى بلاد رتبيل لينتقموا منه بسبب ما حل بالمسلمين فى بلاده فحين وصل البريد إلى عبد الملك كتب إلى الحجاج بالموافقة على ذلك وأن يعجل ذلك سريعا فحين وصل البريد إلى الحجاج بذلك أخذ فى جمع الجيوش فجهز جيشا كثيفا لذلك على ما سيأتى تفصيله فى السنة الآتية بعدها وقيل إنه قتل من المسلمين مع شريح بن هانئ ثلاثون ألفا وابتيع الرغيف مع المسلمين بدينار وقاسوا شدائد ومات بسبب الجوع منهم خلق كثير أيضا فإنا لله وإنا إليه راجعون وقد قتل المسلمون من الترك خلقا كثيرا أيضا قتلوا أضعافهم ويقال إنه فى هذه السنة استعفى شريح من القضاء فأعقاه الحجاج من ذلك وولى مكانه أبا بردة ابن أبى موسى الأشعرى وقد تقدمت ترجمة شريح عند وفاته فى السنة الماضية والله أعلم قال الواقدى وأبو معشر وغير واحد من أهل السير وحج با الناس فى هذه السنة أبان بن عثمان أمير المدينة النبوية وفيها قتل قطرى بن الفجاءة التميمى أبو نعامة الخارجى وكان من الشجعان المشاهير ويقال إنه مكث عشرين سنة يسلم عليه أصحابه بالخلافة وقد جرت له خطوب وحروب مع جيش المهلب بن أبى صفرة من جهة الحجاج وغيره وقد قدمنا منها طرفا صالحا فى أماكنه وكان خروجه فى زمن مصعب بن الزبير وتغلب على قلاع كثيرة وأقاليم وغيرها ووقائعه مشهورة وقد أرسل إليه الحجاج جيوشا كبيرة فهزمها وقيل إنه برز إليه رجل من بعض الحرورية وهو على فرس أعجف وبيده عمود حديد فلما قرب منه كشف قطرى عن وجهه فولى الرجل هاربا فقال له قطرى إلى أين أما تستحى أن تفر ولم تر طعنا ولا ضربا فقال إن الإنسان لا يستحى أن يفر من مثلك ثم إنه فى آخر أمره توجه إليه سفيان بن الأبرد الكلبى فى جيش فاقتتلوا بطبرستان فعثر بقطرى فرسه فوقع إلى الأرض فتكاثروا عليه فقتلوه وحملوا رأسه إلى الحجاج وقيل إن الذى قتله سودة بن الحر الدارمى وكان قطرى بن الفجاءة مع شجاعته المفرطة وإقدامه من خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة وجودة الكلام والشعر الحسن فمن مستجاد شعره قوله يشجع نفسه وغيره ومن سمعها انتفع بها ... أقول لها وقد طارت شعاعا ... * من الأبطال ويحك لن تراعى ... فإنك لو طلبت بقاء يوم ... * على الأجل الذي لك لم تطاعى ... فصبرا فى مجال الموت صبرا ... * فما نيل الخلود بمستطاعى ... ولا ثوب الحياة بثوب عز ... * فيطوى عن أخي الخنع اليراعى