بها فدل على مكانهما الحسن بن زيد فهربا إلى موضع آخر فاستدل عليه الحسن بن زيد ودل عليهما وانتصب البا عليهما عند المنصور والعجب منه أنه من أتباعهما واجتهد المنصور بكل طريق على تحصيلهما فلم يتفق له ذلك وإلى الآن فلما سأل أباهما عنهما حلف أنه لايدري أين صارا من أرض الله ثم ألح المنصور على عبدالله في طلب ولديه فغضب عبدالله من ذلك وقال والله لوكانا تحت قدمي ما دللتك عليهما فغضب المنصور وأمر بسجنه وامر ببيع رقيقه وأمواله فلبث في السجن ثلاث سنين وأشاروا على المنصور بحبس بني حسن عن آخرهم فحبسهم وجد في طلب ابراهيم ومحمد جدا هذا وهما يحضران الحج في غالب السنين ويكمنان في المدينة في غالب الاوقات ولا يشعربهما من ينم عليهما ولله الحمد والمنصور يعزل نائبا عن المدينة ويولي عليها غيره ويحرضه على امساكهما والفحص عنهما وبذل الأموال في طلبهما وتعجزه المقادير عنهما لما يريده الله D .
وقد واطأهما على أمرهما امير من أمراء المنصور يقال له ابو العساكر خالد بن حسان فعزموا في بعض الحجات على الفتك بالمنصور بين الصفا والمروة فنهاهم عبدالله بن حسن لشرف البقعه وقد أطلع المنصور على ذلك وعلم بما مالأهما ذلك الأمير فعذبه حتى أقر بما كانوا تمالؤا عليه من الفتك به فقال وما الذي صرفكم عن ذلك فقال عبد الله بن حسن نهانا عن ذلك فأمر به الخليفة فغيب في الارض فلم يظهر حتى الآن وقد استشار المنصور من يعلم من أمرائه ووزرائه من ذوي الرأي في أمر ابني عبدالله بن حسن وبعث الجواسيس والقصاد في البلاد فلم يقع لهما على خبر ولا ظهر لهما على عين ولا أثر والله غالب على امره وقد جاء محمد بن عبدالله بن حسن إلى امه فقال يا أمه إني قد شفقت على ابي وعمومتي ولقد هممت أن أضع يدي في يد هؤلاء لأريح أهلي فذهبت أمه إلى السجن فعرضت عليهم ما قال إبنها فقالوا لا ولا كرامة بل نصبر على أمره فلعل الله يفتح على يديه خيرا ونحن نصبر وفرجنا بيد الله إن شاء فرج عنا وإن شاء ضيق وتمالؤ كلهم على ذلك رحمهم الله .
وفيها نقل آل حسن من حبس المدينة إلى حبس بالعراق وفي أرجلهم القيود وفي أعناقهم الاغلال وكان ابتداء تقييدهم من الربذة بأمر أبي جعفر المنصور وقد أشخص معهم محمد بن عبدالله العثماني وكان أخا عبدالله بن حسن لأمه وكانت ابنته تحت ابراهيم بن عبدالله بن حسن وقد حملت قريبا فاستحضر الخليفة وقال قد حلفت بالعتاق والطلاق إنك لم تغشني وهذه ابنتك حامل فإن كان من زوجها فقد حبلت منه وانت تعلم به وان كان من غيره فأنت ديوث فأجابه العثماني بجواب أحفظه به فأمر به فجردت عنه ثيابه فإذا جسمه مثل الفضة النقية ثم