ومن أتبعك ولأعطينك ألف ألف درهم ولأدعنك في أحب البلاد اليك ولأقضين لك جميع حوائجك في كلام طويل فكتب إليه محمد جواب كتابه .
من عبدالله المهدي محمد بن حسن بسم الله الرحمن الرحيم طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ثم قال وإني أعرض عليك من الأمان ما عرضت علي فأنا أحق بهذا الأمر منكم وأنتم إنما وصلتم إليه بنا فان عليا كان الوصي وكان الامام فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء ونحن أشرف أهل الارض نسبا فرسول الله خير الناس وهو جدنا وجدتنا خديجة وهي أفضل زوجاته وفاطمه ابنته أمنا وهي أكرم بناته وإن هاشما ولد عليا مرتين وإن حسنا ولده عبد المطلب مرتين وهو وأخوه سيدا شباب أهل الجنة وإن رسول الله A ولد أبي مرتين وإني أوسط بني هاشم نسبا [ وأصرحهم أبا لم تعرق في العجم ولم تنازع في أمهات الاولاد ] فأنا ابن أرفع الناس درجة في الجنه وأخفهم عذابا في النار فأنا أولى بالامر منك وأولى بالعهد وأوفى به منك فانك تعطي فإنك تعطي العهد ثم تنكث ولاتفي كما فعلت بإبن هبيره فإنك أعطيته العهد ثم غدرت به ولا أشد عذابا من إمام غادر وكذلك فعلت بعمك عبدالله بن علي وأبي مسلم الخراساني [ ولوأعلم أنك تصدق لأجبتك لما دعوتني إليه ولكن الوفاء بالعهد من مثلك لمثلي بعيد والسلام ] .
فكتب إليه أبو جعفر جواب ذلك في كتاب طويل حاصله أما بعد فقد قرأت كتابك فاذا جل فحرك وإدلالك قرابة النساء لتضل به الجفاه والغوغاء ولم يجعل الله النساء كالعمومة والآباء ولا كالعصبية والاولياء وقد أنزل الله وأنذر عشيرتك الاقربين وكان حينئذ له أربعة أعمام فاستجاب له اثنان أحدهما جدنا وكفر اثنان أحدهما أبوك يعني حده أبا طالب فقطع الله ولايتهما منه ولم يجعل بينهما إلا ولاذمة وقد أنزل الله في عدم إسلام أبي طالب إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وقد فخرت به وأنه أخف أهل النار عذابا وليس في الشر خيار ولا ينبغي لمؤمن أن بفخر بأهل النار وفخرت بأن عليا ولده هاشم مرتين وأن حسنا ولده عبد المطلب مرتين فهذا رسول الله A إنما ولده عبد الله مرة واحدة وقولك إنك لم تلد أمهات أولاد فهذا إبراهيم ابن الرسول A من ماريه وهو خير منك وعلى بن الحسن من أم ولد وهو خير منك وكذلك ابنه محمد بن علي وابنه جعفر بن محمد جداتهما أمهات أولادوهما خير منك