قال أبو محمد لأحمد هذه موعظة على لك فعظني فقال يا أخي عليك يلزوم الطاعة وإياك أن تفارق باب القناعة وأصلح مثواك ولا تؤثر هواك ولا تبع آخرتك بدنياك واشتغل بما يعنيك بترك ما لا يعنيك ثم أنشد ... ندمت على ما كان مني ندامة ... ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم ... فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم ... ستلقون ربا عادلا ليس بظلم ... فليس المغرور بدنياه زاجر ... سيندم إن زلت به النعل فاعلموا ... .
قال ابن زامين فقلت لأبي محمد هذه موعظة أحمد لك فعظني أنت فقال أعلم رحمك الله أن الله D ينزل العبيد حيث نزلت قلوبهم بهمومها فانظر أين ينزل قلبك وأعلم أن الله سبحانه يقرب من القلوب على حسب ما تقربت منه وتقرب منه على حسب ما قرب اليها فانظر من القريب من قلبك وأنشدني .
... قلوب رجال في الحجاب نزول ... وأرواحهم فيما هناك حلول ... تروح نعيم الأنس في عز قربه ... بأفراد توحد الجليل تحول ... لهم بفناء القرب من محض بره ... عوائد بذل خطبهن جليل ... .
قال الخطيب فقلت لابن زامين هذه موعظة الحميدي لك فعظني أنت فقال اتق الله وثق به ولا تتهمه فان اختباره لك خير من اختبارك لنفسك وأنشدني ... اتخذ اللله صاحبا ... ودع الناس جانبا ... جرب الناس كيف شئت ... تجدهم عقاربا ... .
قال أبو الفرج غيث الصوري فقلت للخطيب هذه موعظة ابن زامين لك فعظني أنت فقال احذر نفسك التي هي أعدى أعدائك أن تتابعها على هواها فذاك أعضل دائك واستشرف الخوف من الله تعإلى بخلافها وكرر على قلبك ذكر نعوتها وأوصافها فإنها الأمارة بالسوء والفحشاء والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء واعمد في جميع أمورك إلى تحري الصدق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله وقد ضمن الله لمن خالف هواه أن يجعل له جنة الخلد قراره ومأواه ثم أنشد لنفسه ... إن كنت تبغي الرشاد محضا ... في أمر دنياك والمعاد ... فخالف النفس في هواها ... إن الهوى جامع الفساد ... .
قال ابن عساكر المحظوظ أن إبراهيم بن أدهم توفي سنة ثنتين وستين ومائة وقال غيره إحدى وستين وقيل سنة ثلاث والصحيح ما قاله ابن عساكر والله أعلم وذكروا أنه توفي في جزيرة من