المشايخ إلى ابن إدريس فأسمعهما مائة حديث فقال له المأمون يا عم إن أردت أعدتها من حفظي فأذن له فأعادها من حفظه كما سمعها فتعجب لحفظه ثم أمر له المأمون بمال فلم يقبل منه شيئا ثم سارا إلى عيسى بن يونس فسمعا عليه ثم أمر له المأمون بعشرة آلاف فلم يقبلها فظن أنه استقلها فأضعفها فقال والله لو ملأت لى المسجد مالا إلى سقفه ما قبلت منه شيئا على حديث رسول الله A ولما احتضر ابن إدريس بكت ابنته فقال علام تبكي فقد ختمت هذا البيت أربعة آلاف ختمة .
صعصعة بن سلام .
ويقال ابن عبد الله أبو عبد الله الدمشقي ثم تحول إلى الأندلس فاستوطئها في زمن عبد الملك ابن معاوية وابنه هشام وهو أول من أدخل علم الحديث ومذهب الاوزاعي إلى بلاد الأندلس وولى الصلاة بقرطبة وفي أيامه غرست الأشجار بالمسجد الجامع هناك كما يراه الأوزاعي والشاميون ويكرهه مالك وأصحابه وقد روى عن مالك والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وروى عنه جماعة منهم عبد الملك بن حبيب الفقيه وذكره في كتاب الفقهاء وذكره ابن يونس في تاريخه تاريخ مصر والحميدي في تاريخ الأندلس وحرر وفاته في هذه السنة وحكى عن شيخه ابن حزم أن صعصعه هذا أول من أدخل مذهب الأوزاعي إلى الأندلس وقال ابن يونس أول من أدخل علم الحديث إليها وذكر أنه توفي قريبا من سنة ثمانين ومائة والذي حرره الحميدي في هذه السنة أثبت .
علي بن ظبيان .
أبو الحسن العبسى قاضي الشرقية من بغداد ولاه الرشيد ذلك كان ثقة عالما من أصحاب أبي حنيفة ثم ولاه الرشيد قضاء القضاه وكان الرشيد يخرج معه إذا خرج من عنده مات بقوميسين في هذه السنة .
العباس بن الأحنف .
ابن الأسود بن طلحة الشاعر المشهور كان من عرب خراسان ونشأ ببغداد وكان لطيفا ظريفا مقبولا حسن الشعر قال أبو العباس قال عبد الله بن المعتز لو قيل لى من أحسن الناس شعرا تعرفه لقتل العباس ... قد سحب الناس أذيال الظنون بنا ... وفرق الناس فينا قولهم فرقا ... فكاذب قد رمى بالظن غيركم ... وصادق ليس يدري أنه صدقا ... .
وقد طلبه الرشيد ذات ليلة في أثناء الليل فانزعج لذلك وخاف نساؤه فلما وقف بين يدي الرشيد قال له ويحك إنه قد عن لى بيت في جارية لى فأحببت أن تشفعه بمثله فقال يا أمير المؤمنين ما خفت أعظم من هذه الليلة فقال ولم فذكر له دخول الحرس عليه في الليل ثم جلس حتى سكن روعه ثم قال نا قلت يا أمير المؤمنين فقال