قالت صدقت وفاء الحب عادته ... يا برد ذاك الذي قالت على كبدي ... توفي ليلة الثلاثاء لخمس بقين من هذه السنة .
ثم دخلت سنة ست وأربعين وثلثمائة .
فيها وقعت فتنة بين أهل الكره وأهل السنة بسبب السب فقتل من الفريقين خلق كثير وفيها نقص البحر المالح ثمانين ذراعا ويقال باعا فبدت به جبال وجزائر وأماكن لم تكن ترى من قبل ذلك وفيها كان بالعراق وبلاد الرى والجبل وقم ونحوها زلازل كثيرة مستمرة نحو أربعين يوما تسكن ثم تعود فتهدمت بسبب ذلك أبنية كثيرة وغارت مياه كثيرة ومات خلق كثير وفيها تجهز معز الدولة بن بويه لقتال ناصر الدولة بن حمدان بالموصل فراسله ناصر الدولة والتزم له بأموال يحملها إليه كل سنة فسكت عنه ثم إنه مع ما اشترط على نفسه لم يرجع عنه معز الدولة بل قصده في السنة الآتية كما سيأتي بيانه وفي تشرين منها كثرت في الناس أورام في حلوقهم ومناخرهم وكثر فيهم موت الفجأة حتى إن لصا نقب دارا ليدخلها فمات وهو في النقب ولبس القاضي خلعة القضاء ليخرج للحكم فلبس إحدى خفيه فمات قبل أن يلبس الأخرى وممن توفي فيها من الأعيان .
أحمد بن عبدالله بن الحسين .
أبو هريرة العذرى المستملي على المشايخ كتب عن أبي مسلم الكجي وغيره وكان ثقة توفي في ربيع الأول منها .
الحسن بن خلف بن شاذان .
أبو علي الواسطي روى عن إسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وغيرهما وروى عنه البخاري في صحيحه توفي في هذه السنة هكذا رأيت ابن الجوزي ذكر هذه الترجمة في هذه السنة في منتظمه والله أعلم .
أبو العباس الأصم .
محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبدالله الأموي مولاهم أبو العباس الأصم مولده في سنة سبع وأربعين ومائتين رأى الذهلي ولم يسمع ولم يسمع منه ورحل به أبوه إلى أصبهان ومكة ومصر والشام والجزيرة وبغداد وغيرها من البلاد فسمع الكثير بها عن الجم الغفير ثم رجع إلى خراسان وهو ابن ثلاثين سنة وقد صار محدثا كبيرا ثم طرأ عليه الصمم فاستحكم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار وكان مؤذنا في مسجده ثلاثين سنة وحدث ستا وسبعين سنة فألحق الأحفاد بالأجداد وكان ثقة صادقا ضابطا لما سمعه ويسمعه كف بصره قبل موته بشهر وكان يحدث من حفظه بأربع عشر حديثا وسبع حكايات ومات وقد بقي له سنة من المائة .
ثم دخلت سنة سبع وأربعين وثلثمائة .
فيها كانت زلزلة ببغداد في شهر نيسان وفي غيرها من البلاد الشرقية فمات بسببها خلق كثير