البرواناه وارتفع قدره عنده جدا واستقل بتدبير تلك البلاد وعظم شأنه فيها .
وفيها كتب صاحب اليمن إلى الظاهر بالخضوع والانتماء إلى جانبه وأن يخطب له ببلاد اليمن وأرسل إليه هدايا وتحفا كثيرة فأرسل إليه السلطان هدايا وخلعا وسنجقا وتقليدا .
وفيها رافع ضياء الدين بن الفقاعي للصاحب بهاء الدين بن الحنا عند الظاهر واستظهر عليه ابن الحنا فسلمه الظاهر إليه فلم يزل يضربه بالمقارع ويستخلص أمواله إلى أن مات فيقال إنه ضربه قبل أن يموت سبعة عشر ألف مقرعة وسبعمائة فالله أعلم .
وفيها عمل البرواناه ( 1 ) على قتل الملك علاء الدين صاحب قونية واقام ولده غياث الدين مكانه وهو ابن عشر سنين وتمكن البرواناه في البلاد والعباد وأطاعه جيش الروم .
وفيها قتل الصاحب علاء الدين صاحب الديوان ببغداد ابن الخشكري النعماني الشاعر وذلك أنه اشتهر عنه أشياء عظيمة منها أنه يعتقد فضل شعره على القرآن المجيد واتفق أن الصاحب انحدر إلى واسط فلما كان بالنعمانية حضر ابن الخشكري عنده وانشده قصيدة قد قالها فيه فبينما هو ينشدها بين يديه إذ أذن المؤذن فاستنصته الصاحب فقال ابن الخشكري يا مولانا اسمع شيئا جديدا وأعرض عن شيء له سنين فثبت عند الصاحب ما كان يقال عنده عنه ثم باسطه وأظهر أنه لا ينكر عليه شيئا مما قال حتى استعلم ما عنده فإذا هو زنديق فلما ركب قال لانسان معه استفرده في اثناء الطريق واقتله فسايره ذلك الرجل حتى إذا انقطع عن الناس قال لجماعة معه أنزلوه عن فرسه كالمداعب له فأنزلوه وهو يشتمهم ويلعنوهم ثم قال انزعوا عنه ثيابه فسلبوها وهو يخاصمهم ويقول إنكم اجلاف وإن هذا لعب بارد ثم قال اضربوا عنقه فتقدم إليه أحدهم فضربه بسيفه فأبان رأسه وفيها توفي .
الشيخ عفيف الدين يوسف بن البقال .
شيخ رباط المرزبانية كان صالحا ورعا زاهدا حكى عن نفسه قال كنت بمصر فبلغني ما وقع من القتل الذريع ببغداد في فتنة التتار فانكرت في قلبي وقلت يا رب كيف هذا وفيهم الاطفال ومن لا ذنب له فرايت في المنام رجلا وفي يده كتاب فأخذته فقرأته فإذا فيه هذه الابيات فيها الانكار على ... دع الاعتراض فما الأمر لك ... ولا الحكم في حركات الفلك ... ولا تسأل الله عن فعله ... فمن خاض لجة بحر هلك ... إليه تصير أمور العباد ... دع الاعتراض فما أجهلك