وفيها وقف كتبه بدار الحديث السنية وبدار الحديث القوصية وفي الجامع وغيره وعلى كراسي الحديث وكان متواضعا محببا إلى الناس متوددا إليهم توفي عن اربع وسبعين سنة C .
المؤرخ شمس الدين .
محمد بن إبراهيم الجوزي جمع تاريخا حافلا كتب فيه أشياء يستفيد منها الحافظ كالمزي والذهبي والبرزالي يكتبون عنه ويعتمدون على نقله وكان شيخا قد جاوز الثمانين وثقل سمعه وضعف خطه وهو والد الشيخ ناصر الدين محمد واخوه مجد الدين .
ثم دخلت سنة أربعين وسبعمائة .
استهلت هذه السنة وسلطان المسلمين الملك الناصر وولاته وقضاته المذكورون في التي قبلها إلا الشافعي بالشام فتوفي القزويني وتولى العلامة السبكي ومما وقع الحوادث العظيمة الهائلة أن جماعة من رؤس النصارى اجتمعوا في كنيستهم وجمعوا من بيتهم مالا جزيلا فدفعوه إلى راهبين قدما عليها من بلاد الروم يحسنان صنعة النفط اسم أحدهما ملاني والاخر عازر فعملا كحطا من نفط وتلطفا حتى عملاه لا يظهر تأثيره لا بعد أربع ساعات وأكثر من ذلك فوضعا في شقوق دكاكين التجار في سوق الرجال عند الدهشة في عدة دكاكين من آخر النهار بحيث لا يشعر أحد بهما وهما في زي المسلمين فلما كان في أثناء الليل لم يشعر الناس إلا والنار قد عملت في تلك الدكاكين حتى تعلقت في دباربزينات المأذنة الشرقية المتجهة للسوق المذكور وأحرقت درابزينات وجاء نائب السلطنة تنكز والأمراء أمراء الألوف وصعدوا المنارة وهي تشعل نارا واحترسوا عن الجامع فلم ينله شيء من الحريق ولله الحمد والمنة وأما المأذنة فإنها تفجرت احجارها واحترقت السقالات التي تدل السلالم فهدمت وأعيد بناؤها بحجارة جدد وهي المنارة الشرقية التي جاء في الحديث أنه ينزل عليها عيسى ابن مريم كما سيأتي الكلام عليه في نزول عيسى عليه السلام والبلد محاصر بالدجال .
والمقصود أن النصارى بعد ليال عمدوا إلىناحية الجامع من المغرب إلى القيسارية بكمالها وبما فيها من الأقواس والعدد فإنا لله وإنا إليه راجعون وتطاير شرر النار إلى ما حول القيسارية من الدور والمساكن والمدارس واحترق جانب من المدرسة الأمينية إلى جانب المدرسة المذكور وما كان مقصودهم الا وصول النار إلى معبد المسلمين فحال الله بينهم وبين ما يرومون وجاء نائب السلطنة والأمراء وحالوا بين الحريق والمسجد جزاهم الله خيرا ولما تحقق نائب السلطنة أن هذا من فعلهم أمر بمسك رؤس النصارى فأمسك منهم نحوا من ستين رجلا فأخذوا بالمصادرات والضرب والعقوبات وأنواع المثلات ثم بعد ذلك صلب منهم أزيد من عشرة على الجمال وطاف بهم في أرجاء البلاد وجعلوا يتماوتون واحدا بعد واحد ثم أحرقوا بالنار حتى صاروا رمادا لعنهم الله انتهى