من أنواع الملابس قباز بخاري والقبة والطير يحملهما على رأسه الامير سيف الدين تومان نمر الذي كان نائب طرابلس والأمراء مشاة بين يديه والبسط تحت قدمي فرسه والبشائر تضرب خلفه فدخل القلعة المنصورة المنصورية لا البدرية ورأى ما قد ارصد بها من المجانيق والأسلحة فاشتد حنقه على بيدمر واصحابه كثيرا ونزل الطارمة وجلس على سرير المملكة ووقف الأمراء والنواب بين يديه ورجع الحق إلى نصابه وقد كان بين دخوله ودخول عمه الصالح صالح في أول يوم من رمضان وهذا في التاسع والعشرين منه وقد قيل إنه سلخه والله اعلم وشرع الناس في الزينة .
وفي صبيحة يوم الثلاثاء سلخ الشهر نقل الأمراء المغضوب عليهم الذين ضل سعيهم فيما كانوا أبرموه من ضمير سوء للمسلمين إلى القلعة فأنزلوا في أبراجها مهانين مفرقا بينهم بعد ما كانوا بها آمنين حاكمين أصبحوا معتقلين مهانين خائفين فجاروا بعد ما كانوا رؤساء وأصبحوا بعد عزهم اذلاء ونقبت أصحاب هؤلاء ونودي عليهم في البلد ووعد من دل على أحد منهم بمال جزيل وولاية إمرة بحسب ذلك ورسم في هذا اليوم على الرئيس أمين الدين ابن القلانسي كاتب السر وطلب منه ألف ألف درهم وسلم إلى الامير زين الدين زبالة نائب القلعة وقد أعيد اليها وأعطى تقدمة ابن قراسنقر وأمره أن يعاقبه إلى ان يزن هذا المبلغ وصلى السلطان وأمراؤه بالميدان الاخضر صلاة العيد ضرب له خام عظيم وصلى به خطيبا القاضي تاج الدين الساوي الشافعي قاضي العسكر المنصورة للشافعية ودخل الأمراء مع السلطان للقلعة من باب المدرسة ومدلهم سماطا هائلا أكلوا منه ثم رجعوا إلى دورهم وقصورهم وحمل الطير في هذا اليوم على رأس السلطان الامير على نائب دمشق وخلع عليه خلعة هائلة .
وفي هذا اليوم مسك الامير تومان تمر الذي كان نائب طرابلس ثم قدم على بيدمر فكان معه ثم قفل إلى المصريين واعتذر إليهم فعذروه فيما بيدو للناس ودخل وهو حامل الخبز على رأس السلطان يوم الدخول ثم ولوه نيابة حمص فصغروه وحقروه ثم لما استمر ذاهبا إليها فكان عند القابون أرسلوا إليه فأمسكوه وردوه وطلب منه المائة ألف التي كان قبضها من بيدمر ثم ردوه إلى نيابة حمص .
وفي يوم الخميس اشتهر الخبر بأن طائفة من الجيش بمصر من طواشية وخاصكية ملكوا عليهم حسين الناصر ثم اختلفوا فيما بينهم واقتتلوا وأن الأمر قد انفصل ورد حسين للمحل الذي كان معتقلا فيه وأطفأ الله شر هذه الطائفة ولله الحمد .
وفي آخر هذا اليوم لبس القاضي ناصر الدين بن يعقوب خلعة كتابة السر الشريفية والمدرستين ومشيخة الشيوخ عوضا عن الرئيس علاء الدين بن القلانسي عزل وصودر وراح