إلى النورية فقعد في المسجد ووضعت الربعة فقرئت وقرئ القرآن ولم يكن ردسا وجاءت الناس للتهنئة بما حصل من الولاية له مع أبيه .
وفي صبيحة يوم الثلاثاء توفي الشيخ الصالح العابد الناسك الجامع فتح الدين بن الشيخ زين الدين الفارقي إمام دار الحديث الاشرفية وخازن الاثر بها ومؤذن في الجامع وقد أتت عليه تسعون سنة في خير وصيانة وتلاوة وصلاة كثيرة وإنجماع عن الناس صلى عليه صبيحة يومئذ وخرج به من باب النصر إلى نحو الصالحية C .
وفي صبيحة يوم الاثنين عاشر جمادي الاولى ورد البريد وهو قرابغاد وأدار نائب الشام الصغير ومعه تقليد بقضاء قضاة الحنفية للشيخ جمال الدين يوسف بن قاضي القضاة شرف الدين الكفري بمتقضى نزول أبيه له عن ذلك ولبس الخلعة بدار السعادة وأجلس تحت المالكي ثم جاؤا إلى المقصورة من الجامع وقرئ تقليده هنالك قرأه شمس الدين بن السبكي نائب الحسبة واستناب اثنين من اصحابهم وهما شمس الدين بن منصور وبدر الدين بن الخراش ثم جاء معه إلى النورية فدرس بها ولم يحضره والده بشيء من ذلك انتهى والله أعلم .
موت الخليفة المعتضد بالله .
كل ذلك في العشر الاوسط من جمادي الأولى بالقاهرة وصلى عليه يوم الخميس أخبرني بذلك قاضي القضاة تاج الدين الشافعي عن كتاب اخيه الشيخ بهاء الدين رحمهما الله .
خلافة المتوكل على الله .
ثم بويع بعده ولده المتوكل على الله على أبو عبد الله محمد بن المعتضد ابي بكر أبي الفتح بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بن الحاكم بامر الله أبي العباس أحمد رحم لله أسلافه .
وفي جمادي الاولى توجه الرسول من الديار المصرية ومعه صناجق خليفية وسلطانية وتقاليد وخلع وتحف لصاحبي الموصل وسنجار من جهة صاحب مصر ليخطب له فيهما وولى قاضي القضاة تاج الدين الشافعي السبكي الحاكم بدمشق لقاضيهما من جهته تقليدين حسب ما أخبرني بذلك وأرسلا مع ما أرسل به السلطان إلى البلدين وهذا امر غريب لم يقع مثله فيما تقدم فيما أعلم والله أعلم .
وفي جمادي الاخرة خرج نائب السلطنة إلى مرج الفسولة ومعه حجبته ونقباء النقباء وكاتب السر وذووه ومن عزمهم الاقامة مدة فقدم من الديار المصرية أمير على البريد فأسرعوا الاوبة فدخلوا في صبيحة الاحد الحادي والعشرين منه واصبح نائب السلطنة فحضر الموكب على العادة وخلع على الامير سيف الدين يلبغا الصالحي وجاء النص من الديار المصرية بخلعة دوادار عوضا عن سيف الدين كحلن وخلع في هذا اليوم على الصدر شمس الدين بن مرقي بتوقيع الدست وجهات