الشافعي والشيخ الامام العلامة صلاح الدين الصفدي وكيل بيت المال والشيخ الامام العلامة شمس الدين الموصلي الشافعي والشيخ الامام العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي من ذرية الشيخ أبي إسحق الفيروزابادي من أئمة اللغويين والخطيب الامام العلامة صدر الدين بن العز الحنفي احد البلغاء الفضلاء والشيخ الامام العلامة نور الدين علي بن الصارم أحد القراء المحدثين البلغاء وأحضروا نيفا واربعين مجلدا من كتاب المنتهى في اللغة للتميمي البرمكي وقف الناصرية وحضر ولد الشيخ كمال الدين بن الشريشني وهو العلامة بدر الدين محمد واجتمعنا كلنا عليه وأخذ كل منا مجلدا بيده من تلك المجلدات ثم أخذنا نسأله عن بيوت الشعر المستشهد عليها بها فينشر كلا منها ويتكلم عليه بكلام مبين مفيد فجزم الحاضرون والسامعون انه يحفظ جميع شواهد اللغة ولا يشذ عنه منها إلا القليل الشاذ وهذا من أعجب العجائب وأبلغ الاعراب .
دخول نائب السلطنة سيف الدين تشتمر .
وذلك في أوائل رمضان يوم الشبت ضحى والحجبة بين يديه والجيش بكماله فتقدم إلى سوق الخيل فأركب فيه ثم جاء ونزل عند باب السر وقيل العتبة ثم مشى الى دار السعادة والناس بين يديه وكان أول شيء حكم فيه أن أمر بصلب الذي كان قتل بالامس والي الصالحية وهو ذاهب الى صلاة الجمعة ثم هرب فتبعه الناس فقتل منهم آخر وجرح آخرين ثم تكاثروا عليه فمسك ولما صلب طافوا به على حمل الى الصالحية فمات هناك بعد أيام وقاسى أمرا شديدا من العقوبات وقد ظهر بعد ذلك على انه قتل خلقا كثيرا من الناس قبحه الله .
قدوم قاضي القضاة بهاء الدين احمد بن تقي الدين عوضا عن أخيه قاضي القضاة تاج الدين بن عبد الوهاب .
قدم يوم الثلاثاء قبل العصر فبدأ بملك الامراء فسلم عليه ثم مشى الى دار الحديث فصلى هناك ثم مشى الى المدرسة الركنية فنزل بها عن ابن أخيه قاضي القضاة بدر الدين بن ابي الفتح قاضي العساكر وذهب الناس للسلام عليه وهو يكره من يلقبه بقاضي القضاة وعليه تواضع وتقشف ويظهر عليه تأسف على مفارقة بلده ووطنه وولده وأهله والله المسئول المأمول أن يحسن العاقبة .
وخرج المحمل السلطاني يوم الخميس ثامن عشر شوال وأمير الحاج الملك صلاح الدين بن الملك الكامل بن السعيد العادل الكبير وقاضيه الشيخ بهاء الدين بن سبع مدرس الامينية ببعلبك وفي هذا الشهر وقع الحكم بما يخص المجاهدين من وقف المدرسة التقوية اليهم وأذن القضاة الاربعة إليهم بحضرة ملك الأمراء في ذلك .
وفي ليلة الاحد ثالث شهر ذي القعدة توفي القاضي ناصر الدين محمد بن يعقوب كاتب السر