أحمد بن محمد بن أيوب أبو بكر الفارسي الواعظ المفسر نزيل نيسابور كان أتباعه ومريدوه كثيرين وعظ ببخارا فكثر جمعه وخاف الحنفية من تغلبه وتوفي سنة أربع وستين وثلاث مائة .
؟ أبو جعفر النحاس النحوي .
أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس أبو جعفر النحوي من أهل مصر رحل إلى بغداذ وأخذ عن أصحاب المبرد وعن الأخفش علي بن سليمان ونفطويه والزجاج وغيرهم ثم عاد إلى مصر وسمع بها جماعة منهم أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي والنسائي وبكر بن سهل الدمياطي ومحمد بن جعفر الأنباري وسمع بالرملة من عبيد الله بن إبراهيم البغداذي وسمع ببغداذ من عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان وأبي القاسم عبد الله البغوي والحسين بن عمر ابن أبي الأحوص وجماعة وقرأ كتاب سيبويه على الزجاج ببغداذ ولما عاد إلى مصر اشتغل بالتصنيف في علوم القرآن والأدب فيقال إن تصانيفه تزيد على خمسين مصنفاً منها : " تفسيرعشرة دواوين للعرب " . و " إعراب القرآن " و " معاني القرآن " و " الناسخ والمنسوخ " . و " الكافي في علم العربية " . و " المقنع " . ذكر فيه اختلاف الكوفيين والبصريين . و " شرح المعلقات " . و " شرح المفضليات " . و " شرح أبيات الكتاب " . " كتاب الاشتقاق " . " كتاب الأنواء " . " كتاش الاشتقاق لأسماء الله تعالى " . " أخبار الشعراء " . " أدب الكتاب " . " أدب الملوك " . " التفاحة في النحو " . ولم تكن له مشاهدة وإذا خلا بقلمه جود وأحسن . وكان لا ينكر أن يسأل أهل النظر والفقه ويفاتشهم عما أشكل عليه في تصانيفه . قال قاضي القضاة بالأندلس وهو المنذر بن سعيد البلوطي : أتيت وابن النحاس في مجلسه بمصر يملي في أخبار الشعراء شعر قيس المجنون حيث يقول : .
خليليّ هل بالشام عينٌ حزينة ... تبكي على نجدٍ لعلي أعينها .
قد اسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوّقة باتت وبات قرينها .
تجاوبها أخرى على خيزرانةٍ ... يكاد يدنيها من الأرض لينها .
فقلت له : يا با جعفر ماذا أعزك الله باتا يصنعان ؟ فقال لي : وكيف تقوله أنت يا أندلسي ؟ فقلت له : بانت وبان قرينها فسكت وما زال يستقلني بعد ذلك حتى منعني كتاب " العين " وكنت ذهبت إلى الانتساخ من نسخته فلما قطع بي قيل لي : أين أنت عن أبي العباس ابن ولاد ؟ فقصدته فلبيت رجلاً كامل العلم حسن المروءة فسألته الكتاب فأخرجه إليّ . ثم تندم أبو جعفر لما بلغه إباحة أبي العباس الكتاب لي وعاد إلى ما كنت أعرفه منه . قال : وكان أبو جعفر لئيم النفس شديد التقتير على نفسه وكان ربما وهبت له العمامة فيقطعها ثلاث عمائم وكان يأبى شراء حوائجه بنفسه ويتحامل فيها على أهل معرفته . وحبب إلى الناس الأخذ عنه وانتفع به خلقٌ . جلس على درج المقياس بالنيل يقطع شيئاً بالعروض من الشعر فسمعه جاهل فقال : هذا يسحر النيل حتى لا يزيد فدفعه برجله في النيل فمات غريقاً سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة .
؟ أبو الحسين الشجاعي الشافعي .
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن علي أبو الحسين الشجاعي النيسابوري أمين مجلس القضاء بنيسابور كان من ذوي الرأي الكامل ومن الشافعية المتعصبين لمذهبه توفي في حدود التسعين والأربع مائة .
؟ ابن طباطبا العلوي .
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي الرئيس أبو القاسم المصري نقيب الطالبيين بمصر له الشعر الجيد في الزهد والغزل مدونٌ لقب طباطبا لأنه كان يلثغ بالقاف طاء فطلب يوماً ثيابه فقال الغلام : أجيء بدراعةٍ ؟ فقال : لا طبا طبا يعني قبا قبا توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مائة . أورد له الثعالبي في " اليتيمة " : .
خليلي إن للثريا لحاسد ... وإني على ريب الزمان لواجد .
أيبقى جميعاً شملها وهي ستةٌ ... ويؤخذ مني مؤنسي وهو واحد .
ونسب إليه أيضاً : .
قالت لطيف خيالٍ زارني ومضى ... بالله صفه ولا تنقص ولا تزد .
فقال خفته لو مات من ظمأ ... وقلت قف عن ورود الماء لم يرد .
قالت صدقت الوفا في الحب شيمته ... يا برد ذاك الذي قالت على كبدي .
ونسب إليه أيضاً : .
كأن نجوم الليل سارت نهارها ... ووافت عشاءً وهي أنضاء أسفار